للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نَرْصد عِيْرًا لِقُرَيش (١)، فيه نَظَرٌ ظَاهِرٌ، لأَنَّ بعد صُلْح الحدُيبيّة لم يَكُن يُعَرّض لِقُرَيش، حتى نَقَضُوا الصُّلح، فَأَتَاهُم بَغْتَةً، فَكَان الفَتْح في رَمَضان سنة ثمانٍ ثم سَرِيّة أبى قَتَادَة بن رِبْعِيّ إلى خَضِرَة (٢)، وهى أرض مُحَارب، ثُمّ سَرِيّته إلى بَطْن إضم، ثم سريّة ابن أبى حَدْرَد الأَسْلَمِيّ إلى الغَابَة، ثم فتح مَكّة شَرَّفَهَا اللّه تَعَالَى في رَمَضَان سَنَة ثَمَانٍ كما تَقَدَّم أَعْلاه، ثُمّ سَرِيَّة خَالِد بن الوَلِيد لِهَدْم العُزَّى، ثم سَرِيّة عَمْرو بن العَاصِ إلى سُواع، ثم سَرِيَّة سَعْد بن زَيْد الأَشْهَلِيّ إلى مَنَاة، ثُمّ سَرِيّة خَالِد بن الوَلِيد إلى بَنِي جَذِيَمة من كنانة، وكَانُوا بأَسْفَل مَكَّة على لَيْلَة بِنَاحِية يَلَمْلَم لِهَدْم العُزّى، ثم غَزْوَة حُنَيْن، فَكَان لْلِمُسْلمِين جولة، ثم انْتَصَر المُسْلِموُن، ثم أَوْطَاس، بَعَثَ إلَيْهَا أَبَا عَامِر الأَشْعَرِيّ مَع جَمَاعَةٍ فَقُتِل أبو عَامِر من المُسْلِمِين، وقُتِل فيها دُرَيد بن الصِّمَّة وغيره من المُشْرِكين، وقَدِم على رَسُولِ اللَّه وَفْد هَوَازِن، وهم أَرْبَعة عَشر رَجُلًا، ورأسُهم زُهَيْر بن صُرَد، وفيهم أبو بُرْقَان عَمُّ رَسُولِ اللَّه مِنَ الرَّضَاعَة، وسَرِيَّة الطُّفَيْل بن عَمْرو الدَّوْسِيّ إلى ذِي الكَفَّيْن، ثم غَزْوَة الطَّائف، ثم بَعْثه المُصَدِّقِين هلالَ المُحَرَّم سَنَة تِسْع، ثم سَرِيَّة عُيَيْنَة بن حِصْن الفَزَاريِّ إلى بَنِي تَميم، فَقَدِم فيهم عِدّةٌ من رُوسَائهم، عُطَارد بن حَاجِب والزِّبْرِقَان بن بَدْر وغيرهما، ثم سَرِيَّة قُطْبَة بن


(١) أخرجه البخاري في المغازي ٨/ ٧٧ برقم (٤٣٦١) وقال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث: لكن تلقي عير قريش ما يتصور أن يكون في الوقت الذي ذكره ابن سعد في رَجَب سنة ثمان، لأنَّهم كانوا حينئذ في الهدنة، بل مقتضى ما في الصَّحِيح أن تكون هذه السَّرِيّة في سنة سَتّ أو قبلها قبل هدنة الحديبية، نعم يحتمل أن يكون تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم بل لحفظهم من جُهَيْنَة، ولهذا لم يقع في شئ من طرق الخبر أنَّهم قَاتَلَوا أَحَدَّا، بل فيه أنَّهم قَامُوا نصف شهر أو أكثر في مكان واحد، واللّه أعلم.
(٢) في معجم البلدان ٢/ ٣٧٧: خَضرِة بفتح أوّله وكسر ثانيه، أرض لمحارب يتجد، وقيل: هي بتهامة من أعمال المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>