ويَهُمُّنا فيها هنا جَانِب تاريخ رجال هذه الكُتُب السِّتَّة، وذكرت بالاختصار في الصَّفَحات السَّابِقة المؤلَّفات الّتى ظهرت في هذا المجال، وهى: المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النَّبل، والكمال، وتهذيب الكمال، وتذهيب التهذيب، وإكمال تهذيب الكمال، وكتاب "نهاية السول في رواة الستة الأصول، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب وغيرها، وَلاشَكَّ أنّ هذه الكُتُب كلُّها تَتَنَاول رجال الكُتُب السِّتَّة، ولكلٍّ من هذه الكُتُب خَصَائصُ وميزاتٌ، قد لا تَتَوفّر كُلّها في غيرها، فلا يستغني المشتغل بهذا الفَنّ بكتابٍ عن كتِابِ.
وَلا شَكَّ أنَّ دِرَاسَة أيّ كتابٍ من الكُتُب وإظهار مَحَاسِنه وإبراز ما فيه من المآخذ لا يمكن استفاء حَقّها إلّا بِقَرَاءة ودِرَاسة الكتاب كُلِّه من أوّله إلى آخره، وكتابُنَا هذا كتابٌ كَبِير سوف يصدر - إن شاء الله - في عِدّة مُجَلَّدات، وإنّى قد أكملتُ الآن تحقيقَ جُزْءٍ منه، والّذِي أكتب في السطور الآتية عن الكتاب عن محاسنه وعَمّا تميز به عن المؤلفات الأخرى في هذا المجال حسب ما ذكره المؤلّف في المقدمة أو ما لاحظتُه أثْنَاء تحقيق هذا الجُزْء فقط، وفيما يلى أُلَخِّصُ محتويات كتابنا هذا في عدّة نكات، وأَرجو أن تكون هذه النّكات تكفي للِدَّلالة على ما يشتمل عليه الكتابُ كلُّه من المَحَاسِن والمِميزات الكَثِيرة الّتي يَتَفَرَّد بها كتابنا هذا عن بقية المؤلّفات الّتي ألّفت في بابته،
١ - هو كتاب جَامِعٌ مُتَوسّط الحجم، لا طَوِيلٌ مُمِلّ، ولا قَصِير مُخِلّ.
٢ - عَرَض المؤلّف بعد المقدمة السيرة النبويّة بالاختصار، كما فعل ذلك المِزّيّ أيضًا.
٣ - أَبَان المؤلّف بعد السِّيْرة الشَّرِيفَة عن مَعَاني كثير من ألفاظ الجرح والتعديل، وفَسَّر مَعَانِيها، وذكر مَرَاتبها.