الخطيب لكنَّا نُزَيّف قولَ مَنْ قال: خارجة أبوه، لأنَّه ذكر فيه رسولَ الله ﷺ وصاحبيه، وعثمان، وهو مِمَّن استشهد بأحد، وقد سبقنا نحو هذا الكلام لابن الأثير (١)، لكن الخطيب بيَّن أنَّه تابِعِيّ والله أعلم انتهى.
قلتُ: لزيد بن خَارِجة حديث في الصَّلاة على النَّبيّ ﷺ، رَوى شريك عن إبراهيم بن مُهاجِر عن حَبيب بن سالم عن النُّعمان بن بَشير -بفتح الموحدَّة وكسر الشِّين المعجمة- قال: لما تُوفي زيد بن خَارِجة انتظرِ به خروج عثمان، فكشف الثَّوب عن وجهه، فقال: السلام عليكم، السلام عليكم قال: وأهل البيت، وأنا أُصلِّي ركعتينِ، فقلتُ: سبحان الله، فقال: أنْصِتُو أنْصِتُوا محمَّد رسول الله كان ذلك في الكتاب الأوَّل، صدق، صدق، صدق أبُو بكر الصِّدِّيق ضَعيف في جَسَدِهِ، قَوِي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأوَّل، صَدَقَ، صَدَقَ، صَدَقَ عُمر بن الخطَّاب، قويّ في جسَده، قويّ في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأوَّل، صَدَقَ، صَدَقَ، صدق عثمان بن عفَّان، مَضَتْ اثنتان وبَقِي أربع، وأبيحت الأحماء، بئر أريس وما بئر أريس، السلام عليك عبد الله بن رواحة، هل أحسستَ لي
(١) كذا (لابن الأثير) في المخطوطة، ولعل الصواب ابن الأثير أي بدون لام، والله أعلم. انظر كلام ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٨٥ و ٢/ ٢٨٤).