للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وابن عبد البر، وقال: من جمع في الصحابة ذكره فيهم، وذكر هو وأبو منصور الباوردي أن البخاري قال: في صحبته نظر، وكأن هذا هو المُوْقِع لعبد الغني الذي تبعه المزي، ثم إن قول ابن عبد البر والباوردي: إن البخاري قال في صحبته نظر، فيه نظر؛ لأن الذي قاله البخاري من خطِّ ابن الأبّار وأبي ذرٍّ: حكيم بن معاوية النميري، سمع النبي ، ثم قال بعده: حكيم بن معاوية، سمع النبي ، في إسنادهما نظر، وأما النسخة التي بخط ابن الباذش فليس هذا فيها، إنما ذكر السماع من غير تعرض لشيء آخر (١)، فحاصله: أن البخاري لم ينُصّ على أن في صُحبته نظر، إنما حكم على الإسناد بالنظر، وصدق؛ لأنه يدور على إسماعيل بن عيّاش، وهو عنده ضعيف، لا أنه حكم على الصُّحبة لاحتمال ثبوتها عنده بالاستفاضة، وقد ذكر معنى ذلك ابن


(١) يبدو أن ما طبع من التاريخ الكبير للبخاري من نسخة بخط ابن الباذش؛ لأنه لا يوجد فيه قوله: "في إسنادهما نظر" ففي التاريخ الكبير ٣/ ١١ برقم (٤٣) حكيم بن معاوية النميري، سمع النبي ، وبرقم (٤٤) حكيم بن معاوية، سمع النبي . انتهى. وقال الخطيب في الموضح لأوهام الجمع ١/ ٩٠: الوهم الخامس والعشرون - قال البخاري: حكيم بن معاوية النميري، سمع النبي ، ثم قال في أثره: حكيم بن معاوية، سمع النبي صلى الله علية وسلم، في إسنادهما نظر، ثم قال الخطيب: ولم يذكر -يعني البخاري- الراوي عن حكيم بن معاوية الأول ولا الثاني، وليس في الرواة عن النبي من يقال له: حكيم بن معاوية غير واحد، وهو النميري، وحديثه شامي الإسناد، مخرجه من حمص، وفيه خلاف، ثم ذكر الخطيب هذا الخلاف، فيبدو أنه اعتمد على نسخة ابن الأبار وأبي ذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>