للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الذَّهَبَيّ (١): كَانَ أبو مُصْعَب إمَامًا في السُّنَّة والأحْكَام، لازَمَ مَالِكًا مُدَّة، وتَفَقَّه به، ومؤطأُه عنه من [أكبر] (٢) المؤطاأت، وفيه زِيَادَاتٌ جَمَّةٌ، وَكَانَ فقيهًا فَصِيحًا بَلِيغًا، قال ابن أبى حَاتم: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن الفَضْل الصَّيْدَاوِيّ، أَتَى قَومٌ أبا مُصْعَب الزُّهْرِيّ: فَقَالُوا: إن قِبَلَنا ببغداد رَجُلٌ يَقُول: لَفْظُه بِالقُرآن مَخْلُوقٌ، فَقَال: هَذَا كلام خَبِيث نَبطِيّ (٣)، وقال ابن حَزْم: آخر مَا رُوي عن مَالِكٍ مُوطأ أبي مُصْعَب ومُوَطأ أبي حُذَافَة السَّهْمِي وفي هَذَين المُوَطّأين على سائر المُوَطّأت نَحوٌ من مائة حَديثٍ زَائدة، وهَذَا يَدُلّ على أنّ مَالِكًا كان يَزِيد في المُوَطَّأ أحَادِيثَ بَلَغَتْه فيما بعدُ، وَكَان (٤) أغْفَلَها ثم أثبَتَها، وكذا يكُونُ العُلَمَاء (٥)، وقَال الدَّارقُطْني: أبو مُصْعَب ثِقَةٌ في المُوطأ، وقَدَّمه على يَحْيَى بن بُكَيْر (٦)، ذَكَره الذَّهْبِي في ميزانه، ولَفْظُه فيه: ثِقَةٌ حُجّة مَا أدْرِي ما مَعْنى قولِ أبي خَيْثَمة لابنه: لا تَكْتُب عن أبى مُصْعَب، واكتُب عَمَّن شِئتَ (٧) انتهى.


(١) قاله في تذهيب تهذيب الكمال ١/ لوحة ١٢/ أ.
(٢) في النسخة "أكثر" واضح والتصويب من تذهيب الذَّهبِيّ الذي نقل منه المؤلف، ويدل على صحة كونه "أكبر" بدل "أكثر" قوله بعده: وفيه زيادات جَمَّة.
(٣) لم أجد قول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولعله قاله في كتابه "الرَّدّ على الجَهْمِيّة".
(٤) كذا في الأصل، وفي تذهيب الكمال الذي نقل منه المؤلف "أو كان" بدل "وكان".
(٥) وفي تذهيب الكمال زيادة "" بعد العلماء.
(٦) انتهى قول الذهبي من تذهيب الكمال.
(٧) ميزان الاعتدال ١/ ٨٤، وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب معلقًا على قول الذهبي هذا: ويحتمل أن يكون مراد ابن أبي خيْثَمة دخوله في القَضَاء أو إكثاره من الفتوى بالرأى.
وقال أبو الوليد الباجي بعد أن نقل كلام ابن أبى خيثمة: ومعنى ذلك أن أبا مصعب كان مِمَّن يميل إلى الرَّأي، ويروى مسائل الفقه، وأهل الحديث يكرهون ذلك، فإنما نهى زهير ابنه عن أن يكتب عن أبي مصعب الرّأي، والله أعلم وإلّا فهو ثقة، لا نعلم أحدًا ذكره إلّا بخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>