للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أنْتَ، فإنّه لا يَرَى أَحَدٌ عَوْرتي إلّا طُمِسَت عَيْنَاه (١)، وحَضَرَهم أوْس بن خَوْلِي من غير أن يَليَ شيئًا، وقيل: بَلْ كَانَ يَحْمِل المَاءَ، وقِيل: كَانَ العَبّاس بِالبَاب وَقَال: لم يَمْنَعْنِي أَن أحضُرَه إلا أنّه كَانَ يستحْيي أَنْ أراه حَاسِرًا (٢)، وغُسِّل في قَمِيصِه مِنْ بئر غَرسٍ ثَلاث غَسَلاتٍ بِمَاءٍ وسِدْرٍ جَعَلَ عَلِيّ على يَدِه خِرْقَةٌ، وأدخَلَهَا تحت القَمِيص، وكُفِّن في ثَلاثَة أثْواب - بيِض سَحُولِيّة بَلْدَة بِاليَمَن، لَيْسَ فيها قَمِيصٌ وَلا عَمَامَة، ورُوِي أنّ وَاحِدًا منهَا حبرة وقَمِيصٌ، وفي رِوَايَةٍ: حُلَّة حَمْرَاء وقَمِيصٌ، وقِيلَ: إِنّ الحُلّة اشْتُرِيَت له، فَلَم يُكَفَّن فيها، وفي الإكْلِيل: كُفِّن في سَبْعَة أَثْوَاب (٣)، وجمع بأن ليس فيها قَميِصٌ وَلا عَمَامَة مَحْسُوبًا، وفي حَدِيثٍ: كُفِّنَ في ثَلاثَة أَثْوابٍ قَمِيصُه الَّذيِ مَاتَ فيه، وحُلَّة نَجْرَانيِّة، وفي السَّنَد يَزِيد بن أبى زِيَاد، وفِيه مَقَالٌ، وحُنِّط بِكَافُور، وقِيل: بِمسْكٍ، وصَلَّى عليه المُسْلِمُون أَفْذَاذًا، لم يَؤمَّهم أَحَدٌ، وَذَكَرَ السُّهَيْلِي (٤) مَأخَذَه من القُرآن مِنْ قَوْلِه: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ (٥) وقِيل: إنَّه أَوْصَى بِذَلك بِقَوْلِه: أَوَّل من يُصَلِّي عَلَيّ رَبِّي ثُمّ جِبْرِيل ثم مِيْكَائيل، ثم إسرافيل، ثم مَلَكُ المَوْتِ مع جُنُودِه، ثم المَلائكة، ثم ادخُلُوا فَوْجًا بعد فَوْج (٦)، وهو ضَعِيفٌ، وقيل: بل كَانُوا يَدْعُون ويَنْصرِفون، وهذا ضَعِيف أيضًا، ولَمّا سُئل ابن المَاجِشُون كم صُلِّى عليه مِن صَلاةٍ؟ فَقَال: اتتتان


(١) أخرجه ابن سعد في طبقاته ٢/ ٢٧٨ والبيهقي في الدلائل ٧/ ٢٤٤ وذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٢٦١ وغيرهم.
(٢) أخرج ابن سَعْد هذه الرواية في طبقاته ٢/ ٢٧٩.
(٣) راجع الأقوال في باب كفنه في طبقات ابن سعد. ٢/ ٢٨١ - ٢٨٧.
(٤) الروض الأنف ٧/ ٥٨٩.
(٥) سورة الأحزاب، الآية (٥٦).
(٦) ذكره السُّهَيلي في الروض الأنف ٧/ ٥٨٩ وَعَزَاه للطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>