للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذكرنا عن الزُّبير ها هنا يعني في الاستيعاب، ومنهم من يجعلها لِقَيْس بن السَّائب، ومنهم من يجعلها لعبد اللّه بن السَّائب، وهذا اضطراب لا يَثْبُت به شيء، ولا يقومُ به حُجَّة، والسَّائب بن السَّائب من المؤلَّفة قلوبُهم، ومِمَّن حَسُن إسلامُه (١).

فائدة: قوله في شريكه أيًّا كان كان لا يُشاري ولا يُماري ولا يداري، المُشَارَاةُ: المُلاجَّة، وقد شَرِيَ واسْتشْرى إذا لَجَّ في الأمْر، وقيل: لا يُشاري أي لا يُشَارِرْ، فَقَلب: إحدى الرائين ياء، والأوَّل أوجه (٢). والممارة معروفة، وهى الجدال، والتمارى والمماراة المجادلة (٣)، وقال ابن الأثير: كان لا يُدَارِي ولا يُماري أي: لا يُشاغِب ولا يُخَالِف، وهو مَهْمُوز يعني يدارئ، ورُوِي في الحديث غير مَهْمُوز لِيُزَاوِج يماري، فأمَّا المُدَارَاة في حُسن الخُلقِ والصُّحبة فغير مهموز، وقد يُهْمَز انتهى (٤)، واللّه أعلم.


(١) انظر الاستيعاب (٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤)، وانظر حديث شريك النَّبي في سنن أبي داود (٤/ ٢٦٠) (٤٨٣٦)، وابن ماجة (٢/ ٧٦٨) (٢٢٨٧) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣/ ٤٢٥)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٣٩ - ١٤٠)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦٩).
(٢) انظر النهاية لابن الأثير (٢/ ٤٦٨) (شرا).
(٣) راجع النهاية (٤/ ٣٢٢) (مرا).
(٤) النهاية لابن الأثير (٢/ ١١٠) (درأ) و (٢/ ١١٥) (دَرَى).

<<  <  ج: ص:  >  >>