أذكره فيها، ولكن سَبَقَنِي إلى جعله في الأسماء غيري، فتَبِعْتُه، وهو أحد النُّقباء ليلة العَقَبَة، وقد شهد بدرًا، والمشاهد كُلَّها مع رسول الله ﷺ، وكان من فُضلاء الأنْصار، وهو عمَّ أنس بن مالك الخَادِم، زَوْج أمّه أمّ سُليم، فضائله ومناقبه كثيرة، منها: ما رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ عن أنس ﵁، قال: كان النبيّ ﷺ يقول: صوت أبي طَلحَة في الجَيْش خير من فئة (١).
روى عنه ربيبه أنس، وزيد بن خالد الجُهَني، وابن عبَّاس، وابنه عبد الله بن أبي طلْحَة، وعُبيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة وجماعة.
قال أنس: كان أبو طلْحَة لا يصُوم على عهد رسول الله ﷺ من أجلِ الغزو، فصامَ بعده أربَعينَ سَنَةً، كذا قال: وإنَّما عاش بعده ﵇ نَيِّفًا وعشرين سنَةً وهو صحيح عن أنسٍ، فكان لا يُفطرِ إلَّا يوم عيد.
قال ابن بُكير وحماعة: مات سنة (٣٤ هـ) انتهى، وهو ابن (٧٥) سنة، كذا قال الأكثرون أنه تُوفِّي بالمدينة، وقال أبو زُرعَة الدمشقي: تُوفِّي بالشَّام، وقيل: بالبَحر غَازِيًا، والله أعلم.
(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده (٤/ برقم ٣٩٧٠، ٣٩٧٨، ٣٩٨٠) تحقيق إرشاد الحق الأثري، دار القبلة.