للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد أخرج النَّسائِيّ عن عائشةَ قالت: ما بَعَثَ رسولُ الله زيْد بن حارثَة في جَيْشٍ قط إلَّا أمَّره عليهم، ولو بَقِي بعده اسْتَخْلَفَه (١).

مَنَاقِبُهُ كثيرةٌ، وحَسْبُك أنَّهُم إنَّما كَانُوا يدعُونه زيد بن محمَّد إلى نزول الآية، وأيضًا لم يذكر الله ﷿ في القرآن أحَدًا من الصَّحابة باسمه إلَّا هُو، وذلك لنكتة لَطِيفَة ذكرَها السُّهَيْلِيّ (٢)، استشهدَ يوم مؤتة كَما قَدَّمتُه سَنَة ثمان.

قال حُسَيْن بن وَاقِد عن ابن بُرَيْدَة عن أبيه أنَّ رسولَ الله قالَ: دَخَلْتُ الجنَّة فاستَقْبَلَتْني جَارِية شابَّةٌ، فقلتُ: لِمَن أنتِ؟ قالَتْ: لِزيد بن حَارِثَة (٣)، وروى حمَّاد بن سلَمَة عن أبي هَارُون العَبْدِيّ عن أبِي سَعِيد مثله.


(١) أخرجه النَّسَائِيّ في سننه الكبرى كما في تحقة الأشراف (١١/ ٤٧٣) (١٦٢٩٥).
(٢) قال السهيلي في التعريف والإعلام ص (١٤٠)، ما خلاصته: أنه لما نزل قوله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ١٥] قال زيد: أنا زيد بن حارثة، وحرَّم عليه أن يقول: زيد بن محمّد، فلما نزع عنه هذا الشرف ذكر باسمه فِي القرآن فقال: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ [الأحزاب: ٣٧]، وذلك تنويها به غاية التنويه وتأنيسًا له، وتعويضًا له عن الفخر بأبوة محمَّد ، وقد أشار السهيلي إلى هذا فِي الروض الأنف (٤/ ٨١).
(٣) ذكره المتقي في كنز العمال (١١/ ٦٨٣) (٣٣٢٩٩) وعزاه للروياني والضياء، والحديث في إتحاف السادة المتقين (١٠/ ٥٥٠) للزبيدي، وعزاه للروياني، وابن عساكر، والضياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>