(٢) في "من كلام أبي زكريا": زاذان كان ثقة، كان يَتَفتّى ثم تاب، انتهى أي كان يعمل عمل الفتْيان والشباب من الأمور التي لا تليق بذوي المروءة، ولعله تاب من عمل الفتيان هذا، ونقل مغلطاي في إِكماله من "تنبيه الغافلين" فقال: مَرّ ابن مسعود بقوم يشربون، وزاذان يغَنّيهم، فقال عبد الله يعنى ابن مسعود: أحسن هذا الصوت لو كان في تلاوة القرآن، وكان صوته حسنًا جدًا، فسأل زاذان عن الرجل المار عليهم، فقيل: ابن مسعود، فأدركته هيبة لقوله، فكسر طنبوره (آلة غناءه)، ثم أدركه ثانيًا مُقْلِعًا ولازمه، حتى تعلم القرآن، يأخذ خطامه، حتى صار إِمامًا في العلم انتهى قلت: فإن صَحَّت هذه القصة أرى أن ما جاء في كتاب "من كلام أبي زكريا" كان يَتَفَتَّى، ثم تاب صوابه: كان يتغَنَّى، ثم تاب، والله أعلم.