وقد ذكرت في أوّل هدا المؤلف الكلام فيمن تُرَدّ روايته من المبتدعة.
وقال ابن حِبَّان: مات سنة (١٣٥).
وذكره في الميزان، وصحح عليه، وقال: محدث مشهور، انفرد بأشياء، ثم ذكر كلام الناس فيه، ثناء وغيره، وفيه أنّه رُمِي بالقدر. ذكر ابن الجوزيّ في موضوعاته في دفن الميت في جوار الصالحين، فقال في طريقه الثاني عن أبي حاتم ابن حِبّان: هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله ﷺ، وقال: البَلِيّة في هذا منه (١).
(١) الموضوعات ٣/ ٢٣٨ قلت: ابن الجوزي نقل كلام ابن حبان هذا من كتابه المجروحين ١/ ٢٩٠ - ٢٩١ وفيه: داود بن الحصين بن عقيل بن منصور كنيته أبو سليمان من أهل المنصورة ..... وفيه حديث "ادفنوا موتاكم في جوار قوم صالحين … " هذا من أهل المنصورة ذكره ابن حبان في المجروحين، والمترجم هنا من أهل المدينة، ذكره ابن حبان في الثقات، ولم تذكر المصادر أنّ هذا ذكره ابن حبان في الثقات، ثم ذكره في المجروحين. كما أنه يروى في المجروحين عن إِبراهيم بن الأشعث البخاري، ولم يذكر المزيّ إبراهيم هذا في شيوخ "داود بن الحصين المدني" في تهذيبه، ولم يشر الحافظ ابن حجر في التهذيب ولا في هدي الساري ص: ٤٠٠ إِلى كونه في المجروحين لابن حبان، ويبدو أن ابن الجوزي أوّل من خلط بينهما، فإنه ذكر في الضعفاء والمتروكين ١/ ٢٦٠ (١١٤٠) داود بن الحصين بن عقيل بن منصور أبو سليمان، ثم ذكر فيه كلام ابن حبان من المجروحين، ثم ذكر كلام أبي زرعة الذي قاله في داود بن الحصين المدني المذكور في ثقات ابن حبان، ومن ابن الجوزي نقل المؤلف كلام ابن حبان الذي قاله في المجروحين في ترجمة هذا والله أعلم انظر أنّ الحافظ الذهبي ترجم لداود بن الحصين المدني في الميزان والمغني والديوان ولم ينقل في أحد من المصادر الثلاثة كلام ابن حبان الَّذي قاله في "داود بن الحصين بن عقيل بن منصور" في المجروحين، وهذا يدل أنّ ما ذكره ابن حبّان في المجروحين غير ما ذكره في ثقاته عند الذهبي، والله أعلم.