للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أسلم خالد في صفر سنة ثمان (١)، وبادر، فشهد غزوة مؤتة، وكان النصر على يده، وقد اختلف في جيش مؤتة علي ثلاثة أقوال، ذكرتها في تعليقي على البخاري، وذكرها غيري مِمَّن تَقَدَّمني، وهو أنّه هل انتصر الجيش أو انكسر أو لم ينتصر أحد الفريقين، ففي الصحيح أنه فتح عليهم (٢)، وقال ابن سعد: بل انكسروا، وحكى أنّهم انتصروا، وقال ابن إِسحاق، لم ينتصر أحد الفئتين، بل انحاز كل إِلى أصحابه.

روى خالد أحاديث.

روى عنه ابن عَبَّاس، وهو ابن خالته، والمِقْدام بن مَعْد يكرب، وجُبَيْر بن نُفَيْر، وقَيْس بن أبي حَازِم وجماعة.

ولي قتال أهل الرِّدَّة، ثم سار فافتتح طائفة من العراق، ثم سار إِلى البرية، فقطعها إِلى الشام في خمسة أيّام، ومناقبه ومآثره وحروبه كثيرة، روى الواقديّ عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن خالد بن الوليد: لما حضرته الوفاة بكى، وقال: لقيت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إِلا وفيه ضربة بسيف وطعنة برمح، وها أنا أموت علي فراشي حتف أنفي كما يموت العَيْر، فلا نامت أعين الجبناء انتهى (٣).


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٣٩٤.
(٢) انظر صحيح البخاري مع الفتح كتاب المغازي ٧/ ٥١٢ برقم (٤٢٦٢)، ولفظ الصحيح: حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
(٣) رواية الواقدي هذه بطريق ابن أبي الزناد ذكرها الذهبي في سير النبلاء ١/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>