للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في شيء من عمل السلطان - وقال ابن معين: ثقة (١)، وقال أبو هلال محمد بن سليم: ما كان بالبصرة أعلم من حميد بن هلال، ما استثنى الحسن، ولا ابن سيرين، غير أن التَّنَاوُهَ أضرّ به. انتهى، الظاهر أن هذا يؤخذ من قولهم: ناه الشيء ارتفع فهو نايه، ونوّهتُه تنويهًا إذا رفعته، ونوّهت باسمه إذا رفعت ذكره، وناهت نفسي: أي قويت، وناه النبات: ارتفع (٢) والله أعلم.


(١) كذا في رواية إسحاق بن منصور كما في الجرح وفي رواية ابن الجنيد: ثقة، لا يسأل عن مثل هؤلاء.
(٢) هكذا فسر السبط، وانظر لسان العرب ١٣/ ٥٥٠ - ٥٥١ (نوه) وقد فسر ابن الأثير غير هذا التفسير، ونسب القول الذكور إلى قتادة، ففي النهاية ١/ ١٩٩ (تنا) في حديث قتادة "كان حميد بن هلال من العلماء، فأضرت به التناوة" أراد التناية، وهي الفلاحة والزراعة، فقلب الياء، واوًا، يريد أنه ترك المذاكرة ومجالسة العلماء وكان نزل قرية على طريق الأهواز، ويروى النباوة بالنون والباء أي الشرف انتهى، وقال في النهاية في حرف النون ٥/ ١١ (نبأ) وحديث قتادة … غير أن النباوة أضرت به" أي طلب الشرف والرياسة، وحرمة التقدم في العلم أضرَّ به. انتهى، وابن سعد نسب هذا القول إلى قتادة، وكذا البخاري في تاريخه مختصرًا ففي الطبقات له: بطريقه عن قتادة يقول: ما كان بالمصر (كذا بالمصر) رجل أعلم من حميد بن هلال، ما استثنى محمدا ولا الحسن، غير أن التناءة أضرّت به، يعني أنه كان تانئًا بدولاب بالأهواز انتهى وفي القاموس ٤/ ٣٠٧: التناوة بالكسر ترك المذاكرة وهجران المدارسة كالتناية، وهذا التفصيل يدل أن ما فسره المؤلف تفسير مرجوح والله أعلم، ولعل السبط فسر هذا التفسير نظرًا لما قال الذهبي في التذهيب: قال سليمان بن المغيرة: رأيت حميد بن هلال يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم، وهذا لا يدل على الترفع، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>