ورأيت بخط الحافظ صدر الدين الياسوفي ما لفظه: حرام هذا وثقه دحيم حافظ الشام، وأحمد بن عبد الله العجلي، وقال أبو الحسن بن القطان: إنه مجهول لا يعرف (١)، فلم يصنع شيئًا، ونقل عن عبد الحق تضعيفه، واستعظم ذلك، وقال: لا أدري من أين جاء تضعيفه، فكان حاله في ذلك أسوأ، إن كان قول عبد الحق في تضعيفه عجبًا مع اقتدائه بابن حزم بقوله: فيه جهالة أعجب من عدم سبق من يعتمد إلى تجهيله، وعادة أبي الحسن - كما يعرف من تتبع كلامه إن كان وجده في كتاب ابن أبي حاتم ممن لم ينص على تضعيف ولا على توثيق يجعله مجهولًا، وليس ذلك مما يتعين حمل كلام أبي حاتم عليه، لأنه يذكر ما تبين له من حال الرجل، فينص على توثيقه تارة، وعلى تضعيفه أخرى، وعلى جهالته كذلك، وإذا لم يكن عنده علم منه سكت، فيذكر من روى عنه من أشياخه، ومن روى عنه من طلبته، فإذا كان سكوته على التنصيص على كونه مجهولًا تجهيلًا له، فإن معنى لقوله: مجهول، هذا مِمَّا لا يحل نسبته إلى شخص إلا أن يوجد عليه نص بذلك، وقول المصنف هنا في مواخذته لعبد الحق أنه يقبل رواية المستور قريب من كلام ابن القطاع، وتعجبه من تضعيف عبد الحق له، فأين كونه مستورًا، وقد بين ضعفه، فكأنه لم ينظر ترجمته من كلام عبد الحق ﵀. انتهى.
(١) بيان الوهم والإيهام ٣/ ٣١٢ وفي حديث رقم (١٠٦١) ولفظه فيه: .... وإنما هو مجهول الحال.