للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هَلُمُّوا فَتَوَضّئوا، وهُم من السَّبْعِين إلى الثَّمَانِين، ومَرَّةْ نَبَع المَاءُ من أصَابِعه، وَكَانُوا ثَمانِي مائة، ومَرَّة كُانُوا زُهَاء ثَلاثمائة أو ثلاثمائة، وَوَرَدَ في عَيْن تَبُوك (١) عَلَى مَاء لا يُروي وَاحِدًا، والقَومُ عِطَاشٌ، فَشَكوا إليه، فأَخَذَ سَهْمًا من كنَانَتِه، وأَمَرَ بِغَرْسِه فيه، فَفَار المَاءُ وأرْوَى القَوْمَ، والقَوْمُ قَد تَقَدَّم الاختلاف في عَدَدِهم قَرِيبًا، وقِصَّة غَرْسِ السَّهْم في بِئْر الحُدَيْبِيّة مَعْرُوفٌ، وقِصَّة وَادِي المشقّق بِطَرِيقِ تَبُوك كما عَمِل في عَيْنَ تبوك، وشَكَى إليه قَومٌ مُلوحَةَ مَائهم، فَجَاء في نَفَرٍ من أصْحَابِه، حتى وَقَفَ عَلى بِئْرِهِم، فَتَفِلَ فيه، فَتَفَجَّر المَاءُ العَذْب المَعِين، وأَتَتْه امرأة بِصَبِيّ لها أَقْرَع، فَمَسَح عَلَى رأسه، فَاسْتَوَى شَعْرُه، فَذَهَب دَاؤُه، وانكَسَر سَيْفُ عُكَّاشَة ابن مِحْصَن يَوَمَ بَدْر فأَعْطَاه جَذْلًا من خَطَب، فَصَار في يَدِه سَيْفًا، فلم يَزَل عِنْدَه ذَلَك، وكَذلكَ لعبد اللّه بن جحش يَومَ أُحُد، وكذا جَرَى لسَلَمة بن أسلم بن حَرِيْش (٢)، وعَزَّت كُدْيَةٌ بِالخَنْدَق عن أن يأخُذَهَا المِعْوَل، فَضَربَها فَصَارت كَثِيبًا أَهْيَل، ومَسَح على رِجْلِ ابن عَتِيك في خَبَر أبى رَافِع - وقد انكسرت - فَكَأنّه لم يَشْتَكِها قَطُّ، ومُعْجِزَاتُه لا تُحْصَى، وأخْلاقه وصِفَاته وخَصَائصُه كَثِيرَة .


(١) كذا "عين تبوك "وفي عيون الأثر ٢/ ٢٨٨: غزوة تبوك بدل عين تبوك.
ويبدو أنّ ما جاء في كتابنا هو الصواب لأنه بعد قليل يقول: كما عمل في عين تبوك ..
(٢) له ترجمة في الإصابة ٢/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>