فأفاضه عليه، وتلقّب بالمستعصم بالله، فلما خلع عليه، فبايعه السلطان بالخلافة.
ثم إنّ الخليفة قلّد السلطان أمور العباد والبلاد، وأنّه أقامه فى ذلك مقام نفسه؛ ثم نزل من القلعة فى موكب حفل، وقدّامه قضاة القضاة الأربعة، وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، وأعيان الناس، فاستمرّوا قدّامه حتى نزل بداره، وكان يوما مشهودا.
وفيه قدمت رسل السلطان أحمد بن أويس، متملّك بغداد، فكان من مضمون كتابه، أنّ تيمور لنك قد نزل بقراباغ، ليشتّى بها، فيكون السلطان منه على حذر.
وفيه أنعم السلطان على الخليفة المستعصم بالله، بنظر مشهد السيدة نفيسة، ﵂.
وفيه خلع على الشيخ شهاب الدين أحمد الأنصارى، واستقرّ فى مشيخة خانقة سعيد السعدا، عوضا عن برهان الدين إبراهيم الأبناسى، بواسطة الأمير سودون، النائب، فإنّه كان من صوفية الخانقة، فبقى شيخها.
وفيه أخلع السلطان على رسل السلطان أحمد بن أويس، وأذن لهم بالعود إلى بلادهم، وكتب لهم الجواب عن كتابهم.
وفى شهر ذى القعدة، فيه عدّى السلطان إلى برّ الجيزة، ونزل تحت الأهرام؛ ثم توجّه من هناك إلى ناحية دلنجة، فأقام فى هذه السرحة أياما، ثم عاد إلى القلعة.
وفيه أخلع السلطان على سعد الدين نصر الله بن البقرى، واستقرّ ناظر ديوان المفرد، وهذه من الوظائف المحدثة المستجدّة، فاستمرّت من بعد ذلك إلى الآن، وكذلك نظر ديوان المماليك.
وفيه قدمت الأخبار بوفاة صاحب اليمن، وكان من خيار ملوك اليمن فى العدل وقلّة الظلم.
وفيه قدمت الأخبار أيضا من تلمسان ببلاد المغرب، بأن وقع بها فتنة عظيمة، وقتل فى المعركة ما لا يحصى من عساكر الغرب، وقتل ملكها المعزّ بالله أبو جمّو.