للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أواخر هذا الشهر وقع بين ملك الأمراء وبين الأصبهانية من عسكر ابن عثمان، وقالوا له: اعطنا دستورا نسافر إلى بلادنا فإنا اشتقنا إلى أولادنا وعيالنا. فقال لهم:

حتى أرسل أشاور الخندكار. فقالوا له: نحن لا نصبر حتى ترسل تشاوره. وأغلظوا على سنان باشاه فى القول، وقالوا له: هذا كله شغلك. فاتّفق معهم ملك الأمراء إلى بعد مضى الشتاء يأذن لهم بالسفر والعود إلى بلادهم.

انتهى ما أوردناه من أخبار سنة أربع وعشرين وتسعمائة، وقد خرجت عن الناس على خير، وكانت سنة كثيرة الحوادث، ووقع فيها حوادث كثيرة، منها خسّة النيل، ووقع الغلاء فى سائر البضائع والغلال، واستمرّت هذه التشحيطة تتزايد إلى أواخر السنة. ووقع فيها من الحوادث نفى المباشرين إلى إسطنبول، وغير ذلك حوادث كثيرة وقد تقدم ذكرها.

[ثم دخلت سنة خمس وعشرين وتسعمائة المباركة]

فيها فى المحرم كان مستهلّ الشهر يوم الاثنين، فطلع القضاة الأربعة إلى القلعة وهنّوا ملك الأمراء بالعام الجديد، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى يوم مستهلّ الشهر أمطرت السماء مطرا غزيرا، فتفاءل الناس بأن ذلك العام يكون مباركا خصبا. - وفى يوم الخميس رابع المحرم وصلت من ملك الأمراء نائب الشام جان بردى الغزالى إلى ملك الأمراء خاير بك تقدمة ليست بكبيرة أمر، فأهدى إلى خاير بك أربعة أرؤس خيل، وثمانية شقادف تشتمل على قطار ميز ضمنها مخللات، وفى بعض الشقادف كمثرى وتفاح وسواقة. وأرسل إلى الأمير قايتباى الدوادار فرسا وأربعة شقادف، ومثل ذلك للأمير أرزمك الناشف، والأمير جانم الحمزاوى مثل ذلك، ومثل ذلك إلى بعض الأمراء العثمانية، فشكروا له ذلك. - وفى يوم الجمعة خامس المحرم حضر مبشر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة لهم، غير أن معهم الغلاء الشديد وموت الجمال، فوصل كرى الجمل مائة وعشرين دينارا، وأن مكّة مغلّية غلاء شديدا ونزل غالب من كان بها من المجاورين بسبب الغلاء، وأن العربان جائرة فى الطرقات، وكانت سنة صعبة شديدة على الحجّاج.