للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحركة، فلما سمع السلطان بهذا الخبر انزعج له جدا، وعيّن ماماى الخاصكى بأن يتوجه إلى حلب ليكشف عن أصل هذه الفتنة، فأخذ فى أسباب السفر إلى حلب.

وفى ذى الحجة كان ابتداء الفتنة بين قانصوه خمسمائة أمير آخور كبير، وبين آقبردى الدوادار، وقد وقع بينهما بسبب توتى (١)، واستمرّت الفتن تتزايد بينهما حتى كان من أمرهما ما سنذكره فى موضعه. - وفيه جاءت الأخبار من بلاد الشرق بوقوع فتنة كبيرة بين ملوك الشرق، وأن يعقوب بن حسن الطويل قد قتل أخاه، ووقع أيضا فتنة بين خليل الصوفى وسليمان ماجان، واستمرّت الفتن قائمة هناك فى جهات متعدّدة؛ ووقع أيضا فتنة فى طرابلس المغرب وقتل شاشى (٢) بن أبى النصر بن رجاء الخير قائد طرابلس، وكان من خيار أعيان بلاد المغرب، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة سبع وتسعين وثمانمائة]

فيها فى المحرم كان دخول الحاج إلى القاهرة، وحجّت فى تلك السنة زوجة آقبردى الدوادار، وهى ابنة العلاى على بن خاص بك، أخت خوند زوجة السلطان وكان طريق الحجاز فى تلك السنة مخوفا بسبب فساد العربان. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على مجد الدين إسماعيل الناصرى، قاضى قضاة الحنفية بدمشق، فلما حضر بطحه السلطان وضربه بين يديه ضربا مبرحا، وقيل بل ضربه بالمقارع نحوا من عشرين شيبا.

وفى صفر توفى نور الدين على بن محمد بن عبد المؤمن البتنونى الشافعى، ناظر الجوالى، وكان رئيسا حشما لا بأس به. - وتوفى يشبك جنب من ططخ الظاهرى جقمق، أحد الأمراء الطبلخانات والرأس نوبة الثانى، وكان لا بأس به، وقد جاوز السبعين سنة من العمر.

وفى ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوى على العادة، وكان حافلا. - وفيه


(١) بسبب توتى: كذا فى الأصل. وفى ف «بسبب نونى».
(٢) شاشى: كذا فى الأصل، وفى ف: شاسى.