للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ميضته، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه توفّى الشيخ نور الدين على التلوانى (١)، وكان أصله من الغرب، وكان علاّمة فى مذهب الشافعية، وله اشتغال بالفقه والحديث. - وفيه رسم السلطان بعرض أجناد الحلقة، وعيّن منهم جماعة يتوجّهوا (٢) إلى الطينة ودمياط، بسبب تعبّث الإفرنج فى البحر المالح بالسواحل، وقد ظهر منهم غاية الفساد.

وفى ذى الحجة، توفّى الشيخ شمس الدين محمد بن عمّار المالكى، وكان من أعيان المالكية. - وفيه قدم مبشّر الحاج، وأخبر أن الشريف بركات قابل الأمراء ولبس خلعته، ولكن وقع بين الأمراء وبين أمير الينبع فتنة عظيمة، وقتل فيها جماعة نحوا من عشرين إنسانا، ونهب الينبع فى هذه الهرجة. - وفيه توفّى الشهابى أحمد بن العطّار، وكان أحد الدوادارية، وكان ريسا حشما، وكان من الأعيان.

ثم دخلت سنة خمس وأربعين (٣) وثمانمائة

فيها فى المحرم، زاد النيل المبارك فى رابع بؤونة زيادة مفرطة، حتى غرق للناس الأمقتة، وحصل منه الضرر، كونه زاد فى غير أوانه. - وفيه جاءت الأخبار بأن جماعة من المسلمين ظفروا ببعض مراكب الإفرنج، وأسروهم وأحضروهم إلى القاهرة.

وفى صفر، توفّى المسند عبد الرحمن بن الطحّان الدمشقى الحنبلى، وكان علاّمة فى الحديث؛ وتوفّى الشيخ شمس الدين محمد الطنبدى الواعظ، وكان بارعا فى العلم والقراءات بالروايات السبع، وقيل إنه نظم فى مدح النبى خمسمائة قصيدة، وعاش من العمر تسعين سنة.

وفى ربيع الأول، كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى (٤) فى سابع عشرين أبيب، حتى عدّ ذلك من النوادر، فنزل المقر الناصرى محمد نجل السلطان، وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا، وقد صنّفت العوام غنوة، وهم يقولون:

«النيل أوفى (٤) فى أبيب، خشّ يا حبيب»، وهو كلام مطوّل ولحّنوه.


(١) التلوانى: كذا فى الأصل، وكذلك فى جميع المخطوطات الأخرى.
(٢) يتوجهوا: كذا فى الأصل.
(٣) وأربعين: وأربعون.
(٤) أوفى: أوفا.