للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأن أيدى الورى تبّت أسى فغدت … من عىّ أقلامها حمّالة الحطب

آها لمرتحل عنّا وأنعمه … مثل الحقائب والطلاب والحقب

يا ثاويا والثنا والحمد ينشره … بقيت أنت وأفنتنا يد الكرب

ثم فى مقام نعيم غير منقطع … ونحن فى نار حزن غير ملتهب

ما أعجب الحال لى قلب بمصر وفى … دمشق جسم ودمع العين فى حلب

من لى بمصر التى ضمّتك تجمعنا … ولو بطون الثرى فيها فيا طربى

بالرغم منا رثاء بعد مدحك لا … تسلى ونحن مع الأيام فى لجب

ما بين أكبادنا والهمّ فاصلة … كلاّ ولا لصنيع الشّعر من سبب

أما القريض فلولا نسلكم كسدت … أسراقه وغدت مقطوعة الجلب

قاضى القضاة عزاء من إمام تقىّ … بالفضل أوصى وصاة المرء بالعقب

ما غاب عنّا سوى شخص لوالدكم … وعلمه والتّقى والجود لم يغب

فخفّف الحزن إنّا لا حقون بمن … مضى فأمضى سناه الحادث الدرب

إن لم يسر نحونا سرنا إليه على … أيامنا والليالى الدّهم والشهب

إنّا من الترب أشباح مخلّقة … فلا عجب مال الترب للترب

انتهى ذلك.

وفيها، فى جمادى الآخرة، توفّى الشيخ محيى الدين محمد بن جعفر الإسنوى، وكان إماما عالما فاضلا، من أعيان علماء الشافعية.

وتوفّى الشيخ شهاب الدين أحمد، النحوى، المعروف بالسمين. - وتوفّى الشيخ جمال الدين بن هشام، النحوى أيضا.

وتوفى الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن الفرات، الموقّع، وكان له خطّ، وعبارة جيّدة.

[ثم دخلت سنة سبع وخمسين وسبعمائة]

فيها، ابتدأ الأتابكى شيخوا العمرى، بعمارة جامعه، والخانقاة، التى بالصليبة؛ وأنشأ بالصليبة أيضا تلك (١) الحمّامين، والرّبوع والحوانيت، وأوقفهم على الجامع،


(١) تلك، يلاحظ عامية الأسلوب فى هذه العبارة.