للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرّر فى نيابة حماة، عوضا عن يشبك من حيدر بحكم وفاته.

ومن الحوادث أن فى أيام الأشرف قايتباى، وقع مقطع بالجبل المقطم على جماعة من الحجارين فماتوا تحته، ومات من المماليك نحو من ثلاثة كانوا هناك لأجل النقارة، ومات تحت الردم عدة حمير كانوا هناك لأجل حمل النقارة، وكان هذا المقطع قد وقع على حين غفلة، وكان أمرا مهولا؛ فمن العجائب أن شخصا من المماليك كان هناك، فلما وقع المقطع تصلّب عليه شئ من الحجارة، فأقام تحت الردم ثلاثة أيام والروح فيه، حتى نقبوا له نقبا من بين الحجارة وخلّصوه، وعاش بعد ذلك مدّة طويلة.

وفى ذى الحجة فتح الأتابكى أزبك سدّ بركة الأزبكية، وكان يوما مشهودا؛ ثم بعد أيام صنع هناك وقدة حافلة وحراقة نفط، وعزم على ابن السلطان فنزل إليه، وبات عنده فى القصر المطلّ على البركة، ومدّ له أسمطة حافلة، وقدّم له تقادم جزيلة، ما بين مماليك وخيول وقماش وغير ذلك؛ ثم طلع ابن السلطان إلى القلعة فى اليوم الثانى أواخر النهار، ولم يشقّ ابن السلطان المدينة سوى فى ذلك اليوم من منذ نشأ، وكان مقيما بالقلعة لم ير البحر قط.

وفى هذا الشهر جاءت الأخبار. بوفاة صاحب سمرقند، وهو الملك المعظم أحمد بن أبى سعيد، فلما مات تولّى على سمرقند بعده أخوه محمود صاحب بلخشان. - وتوفى أيضا صاحب فرغانة من بلاد المشرق (١)، وهو عمر بن أبى سعيد، وكان فيه الخير والعدل فى الرعية، ولما مات تولّى من بعده على مدينة فرغانة أخوه أحمد، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة تسعمائة]

فيها فى المحرم صعد القضاة الأربعة إلى القلعة للتهنئة بالعام الجديد، فلما جلسوا أمر السلطان بعقد مجلس بالمدرسة الصالحية، بسبب شمس الدين بن الطوّانى


(١) المشرق: المغرب.