للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير مهنا بن عيسى، من عربان آل فضل، وأحضر معه تقادم حفلة للسلطان، فأكرمه، وأخلع عليه، وأقرّه على حاله شيخ آل فضل.

[ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وسبعمائة]

فيها رسم السلطان بنقل جثة الأتابكى بكتمر، وجثة ولده الأمير أحمد؛ وقد تقدّم أنّ الأتابكى بكتمر مات ودفن بعيون القصب، وولده الأمير أحمد مات ودفن بنخل، فرسم السلطان بنقلهما، وأن يدفنا، الأتابكى بكتمر وولده الأمير أحمد، فى الخانقاة التى أنشأها الأتابكى بكتمر، فى القرافة الصغرى (١).

وكان الأتابكى بكتمر أنشأ هذه الخانقة فى القرافة الصغرى (١)، بجوار مقام سيدى محمد وفا، ، وأنشأ بهذه الخانقة حمّاما، وفرنا، وطاحونا، وساقية، وجنينة، وقرّر بها صوفية وحضورا، وجعل للصوفة خلاوى فى هذه الخانقاة يسكنون بها دائما.

وجعل فى هذه الخانقاة ربعة شريفة مكتوبة بالذهب، مصروفها ألف دينار، وكانت بخطّ بعض الأعاجم.

ولم تزل هذه الربعة مقيمة بهذه الخانقاة، والناس يتوجّهون إلى هذه الخانقاة بسبب الفرجة على هذه الربعة، فإنّها كانت من محاسن الزمان؛ ولم تزل هناك إلى سنة تسع وتسعمائة (٢)، فلما أنشأ الملك الأشرف قانصوه الغورى مدرسته التى فى الشرابشيّين، نقل هذه الربعة إلى مدرسته، وهى مقيمة بها إلى الآن.

وكانت القرافة فى دولة الملك الناصر محمد بن قلاون عامرة آهلة، وبنت بها الأمراء


(١) الصغرى: الصغراء.
(٢) سنة تسع وتسعمائة: كذا فى الأصل؛ ويلاحظ أن هذا التاريخ لاحق لتاريخ الفراغ من كتابة هذا الجزء، وهو سنة ٩٠١، المذكور هنا فيما يلى ص ٢٥٧ آ.
وقد ذكر ابن إياس خبر نقل هذه الربعة إلى مدرسة السلطان الغورى، وذلك بين أخبار شهر جمادى الأولى سنة ٩١٠ - أنظر: بدائع الزهور، تحقيق محمد مصطفى، ج ٤ ص ٦٩.