للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تصدير]

فى سنة ١٩٢٨، عند ما كنت أعمل مدرسا بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة بون، دعانى أستاذى الدكتور باول كاله إلى الاشتراك معه فى نشر كتاب بدائع الزهور فى وقائع الدهور لابن إياس. وقد نشرنا معا الأجزاء الثالث والرابع والخامس من هذا الكتاب، فى سلسلة «النشرات الإسلامية» التى تصدرها جمعية المستشرقين الألمانية، فظهر الجزء الرابع فى سنة ١٩٣١، والجزء الخامس فى سنة ١٩٣٢، والثالث فى سنة ١٩٣٦.

وتتناول هذه الأجزاء الثلاثة تاريخ مصر، كما تسرد لنا الحوادث الهامة التى وقعت فى البلاد العربية الأخرى، أو فى غيرها من البلاد، وذلك من سنة ٨٧٢ هـ (١٤٦٨) إلى سنة ٩٢٨ هـ (١٥٢٢)، على اعتبار أن ابن إياس كان المؤرخ الوحيد تقريبا الذى عاصر تلك الفترة الحاسمة من تاريخ هذه البلاد، وكان شاهد عيان لما وقع فيها من أحداث، فإن عمره كان فى سنة ٨٧٢ حوالى عشرين عاما، على ما نعرفه مما كتبه هو عن نفسه (١) من أنه ولد فى ٦ من ربيع الآخر سنة ٨٥٢ (٨ من يونيه سنة ١٤٤٨).

وقد بدأنا الجزء الثالث من صفحة ٩٩ آمن مخطوط فاتح رقم ٤١٩٨، حيث يبدأ ابن إياس ذكر تولى السلطان الأشرف قايتباى الحكم فى شهر رجب سنة ٨٧٢ (١٤٦٨)، وهو التاريخ الذى ينتهى عنده كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لأبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى. وبذلك تتوالى حلقات


(١) انظر ص ١٦ من مقدمة «صفحات لم تنشر من بدائع الزهور فى وقائع الدهور».