للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرنج، فراحوا ظلما وأخذت أموالهم، وربما يثور من هذه الحركة فتنة كبيرة بين الفرنج وبين أهل مصر بسبب ذلك، ويمنعون (١) التجار من المرور فى البحر الملح ويقتلونهم (٢) كما فعلوا بالفرنج المقدم ذكرهم. - وفى هذه السنة قتل ملك الأمراء من الناس ما لا يحصى عددها بتوسيط وشنق وخوزقة، وأكثرها راح ظلما والأمر لله تعالى. - انتهى ما أوردناه من حوادث سنة سبع وعشرين وتسعمائة.

[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وتسعمائة]

فيها فى المحرم كان مستهلّه يوم الأحد المبارك، فيه طلع القضاة الأربعة وهنّوا ملك الأمراء بالعام الجديد، ثم عادوا إلى دورهم. - وفى هذا الشهر تزايد ظلم الجمالى يوسف بن أبى الفرج، وفتك فى الناس فتكا ذريعا، وكثر على بابه الرسل والبرددارية، وصار يطلب أعيان الناس من كبير وصغير فيحضرون (٣) ومعهم مكاتيبهم، فلم يلتفت إلى ما فى المكاتيب ويأخذهم من أيدى أصحابهم غصبا، ويشهد عليهم لا حقّ لهم فيها ولا استحقاق، ويطلع بها إلى ملك الأمراء. واستمرّ على ذلك يتزايد فى ظلمه الشنيع كل يوم حتى ضجّ منه الناس، والأمر لله تعالى. - وفيه توفى الشهابى أحمد بن القمارى، وكان من مشاهير أولاد الناس، وكان أمير شكار، وقد تزحّل حاله فى أواخر عمره ومات فقيرا.

وفى يوم الخميس خامسه حضر جماعة من إسطنبول ممن كان السلطان سليم شاه أسرهم وأرسلهم إلى إسطنبول، فحضر بهاى الدين بن البارزى، وجلال الدين ابن الخواجا بدر الدين حسن الشبراوى، وحضر الخواجا يحيى بن عبد الكريم اللبدى المغربى من تجار جامع ابن طولون، وحضر آخرون ممن كان بإسطنبول.

وفى يوم السبت سابعه نزل ملك الأمراء من القلعة وتوجّه إلى تربة العادل التى بالريدانية وجلس هناك على المصطبة، وكان صحبته القاصد الذى حضر بالأمس،


(١) ويمنعون: ويمنعوا.
(٢) ويقتلونهم: ويقتلوهم.
(٣) فيحضرون: فيحضروا.