للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم دخلت سنة ست وثلاثين (١) وثمانمائة

فيها فى المحرم، تغيّر خاطر السلطان على آقبغا الجمالى الأستادار، فضربه بين يديه، ثم سلّمه للوالى ليعاقبه على المال؛ ثم إن السلطان أخلع على الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ، واستقرّ أستادارا مضافا للوزارة، وعزله عن كتابة السرّ. - وفيه أرسل السلطان يطلب القاضى كمال الدين بن البارزى من دمشق، ليلى كتابة السرّ بمصر.

وفى صفر، توفّى الخواجا نور الدين على الطنبدى، وكان من أعيان التجّار، وترك ما لا جمّا، وهو الذى أنشأ البيت الذى ببولاق، وقد عرف به. - وفيه [توفّى] (٢) الشيخ شمس الدين محمد المغربى المالكى المعروف بالسبتى، وكان عالما فاضلا، وله شرح على البردة الشريفة.

وفيه عاد رسل السلطان الذين (٣) توجّهوا إلى قبرص (٤)، وقد أكرمهم جوان، ولبس خلعة السلطان، ووضع التقليد على رأسه، ودخل تحت الطاعة للسلطان. - وفيه أخلع السلطان على حسن بك بن سالم التركمانى، ابن أخت قرايلك، واستقرّ كاشف البحيرة، عوضا عن الأمير على. - وفيه توفّى الريس الميقاتى شهاب الدين أحمد بن غلام الله ابن محمد الكوم الريشى (٥)، وكان غاية فى صنعة الميقات.

وفى ربيع الأول، توجّه السلطان إلى الرماية، نحو شيبين، فأقام بها يوما وليلة، ثم عاد. - وفيه وصل القاضى كمال الدين بن البارزى إلى القاهرة، فأخلع عليه السلطان واستقرّ كاتب السرّ، فنزل من القلعة فى موكب حافل، وكان له يوم مشهود (٦).

وفى ربيع الآخر، توفّى الشيخ برهان الدين بن حجّاج الأبناسى، وكان من أعيان العلماء.


(١) وثلاثين: وثلاثون.
(٢) [توفّى]: تنقص فى الأصل.
(٣) الذين: الذى.
(٤) قبرص: قبرس.
(٥) الكوم الريشى: كذا فى الأصل، وكذلك فى المخطوطات الأخرى، فيما عدا باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٦ ب حيث يقول: ودفن بكوم الريش.
(٦) يوم مشهود: يوما مشهودا.