للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخ عربان الشرقية قاسم بن بيبرس بن بقر بن راشد، وكان من خيار بنى بقر. - وتوفى أبو بكر جركس، مقدم البريدية، وأحد الحجاب بمصر، وكان ريسا حشما لا بأس به، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة ست وثمانين وثمانمائة]

فيها فى المحرم فى رابعه أخلع السلطان على آقبردى من على باى قرابته أحد المقدمين، وقرّره فى الدوادارية الكبرى، عوضا عن يشبك من مهدى، بحكم قتله بالرّها، فنزل من القلعة فى موكب حافل، وسكن فى دار الأمير يشبك، ورسم له السلطان بجميع فرش الأمير يشبك وبركه وأوانيه، وما كان فى بيته عن آخره، فجاءت إليه السعادة بغتة وهو لا يشعر بها، كما قيل: مصائب قوم عند قوم فوائد.

وفيه أخلع السلطان على ألماس وقرّره فى نيابة صفد، فخرج عن قريب، وخرج صحبته (١) تانى بك الجمالى، أحد المقدّمين، إلى جهة حلب، عونة للأتابكى أزبك، فطلّب وخرج، وكان له يوم مشهود. - وفيه ثارت ريح شديدة عاصفة، وثار منها غبار أصفر يأخذ بالأنفاس، واستمرّ من قبل الزوال إلى نصف الليل؛ ثم فى عقيب ذلك فى يوم الأربعاء سابع عشر هذا الشهر، كانت زلزلة مهولة بمصر والقاهرة، ماجت منها الأرض، وتحرّكت المآذن (٢) ومالت، وسمع للأرض دوىّ كدوىّ الرحا، وكان ذلك بعد العصر، فاستمرّت نحو ثلاث درج وهى فى اضطراب، حتى دهشت منها الناس، وخرجن النساء من البيوت وهن حاسرات عن وجوههن، وحصل للناس غاية الرعب.

ومات من هذه الزلزلة قاضى القضاة شرف الدين موسى بن عيد الدمشقى الحنفى، كان جالسا بإيوان المدرسة الصالحية، فقام حين وقعت الزلزلة، فسقط عليه ساقط من أعلا الإيوان، فمات لوقته، وكان عالما فاضلا دينا خيرا، بعث السلطان خلفه من دمشق إلى مصر، وولاّه قضاء الحنفية، فأقام بها ثمانية وخمسون يوما ومات،


(١) صحبته: صحبه.
(٢) المآذن: المواذن.