للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقدمة المؤلف]

بسم الله الرحمن الرحيم (١)

ربّ يسّر وأعن

الحمد لله الذى فاوت بين العباد، وفضّل بعض خلق على بعض، حتى فى الأمكنة والبلاد، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد، أفصح من نطق بالضاد، وعلى آله وصحبه السادة الأمجاد، وفّقنا الله لما يحبّه ويرضاه، وجعلنا ممن يحمد قصده على دفع قضاه.

وبعد، فهذا جزء من كتابنا المؤلّف فى التاريخ، الموسوم ببدائع الزهور فى وقائع الدهور؛ وقد أوردت فيه فوائد سنيّة، وغرائب مستعذبة مرضيّة، تصلح لمسامرة الجليس، وتكون للمنفرد كالأنيس.

وقد طالعت على هذا التاريخ كتبا شتّى، نحو سبعة وثلاثين تاريخا، حتى استقام لى ما أريد، وجاء بحمد الله كالدّر النضيد، وفيه أقول:

طالع كتابى إن أردت مخبرا … عن مبتدا خبر الدهور بما جرى (٢)

فتراه كالمرآة تنظر فعل ما (٣) … أبدى (٤) الزمان عجائبا بين الورى

وقد توخّيت فيه أخبار مصر، وأوردت ذلك شيئا، فشيئا، على الترتيب، قاصدا فيه الاختصار، فجاء بحمد الله ليس بالطويل المملّ، ولا بالقصير المخلّ؛ وذكرت فيه ما وقع فى القرآن العظيم من الآيات المكرمة، فى أخبار مصر، كناية أو تصريحا،، وما ورد فيها من الأحاديث الشريفة النبوية، فى ذكرها.

وما خصّت به من الفضائل، وما فيها من المحاسن دون غيرها من البلاد، وما اشتملت عليه من عجائب، وغرائب، ووقائع، وغير ذلك؛ ومن نزلها من أولاد آدم، ونوح، ، ومن دخلها من الأنبياء، .


(١) بسم الله الرحمن الرحيم: بداية صفحة (ا ب) من مخطوط فاتح ٤١٩٧، الذى ننقل عنه المتن هنا فيما يلى، وهو بخط المؤلف ابن إياس، ونرمز إليه فى الحواشى بمخطوط «الأصل»؛ وهذا المخطوط عبارة عن «الجزء الرابع» من كتاب «بدائع الزهور فى وقائع الدهور»، وذلك فى تقسيم ابن إياس لكتابه هذا.
(٢) جرى: جرا.
(٣) فعل ما: فعلما.
(٤) أبدى: أبدا.