للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا اختلاف صار للناس رحمة … كما اختلفت فى الراحتين الأصابع

فكم رخص أبدوا لنا وعزائم … هدينا بها فهى النحوم الطوالع

بهم بنية الإسلام صحّت وكيف لا … تصحّ وهم أركانها والطبايع

قيل لما فعل الملك الظاهر ذلك، رأى الإمام الشافعى، ، فى المنام، وهو يقول له: «بهدلت مذهبى بمصر، وفرّقت كلمة المسلمين، والله لأعزلنّك أنت وأولادك إلى يوم القيامة»؛ فلما تولّى ابنه الملك السعيد، فلم يقم إلا مدّة يسيرة، وعزل، وكذلك ابنه سلامش، عزل ونفى إلى بلاد الفرنج، وأقام بها إلى أن مات؛ وقيل متى تولّى سلطان (١) على غير مذهب الشافعى، زالت دولته سريعا، وقد جرّب ذلك وصحّ.

قال ابن المتوّج: إنّ القاضى سراج الدين الهندى، لما ولى قاضى قضاة الحنفية، أراد أن يساوى القاضى الشافعى فى مودع الأيتام، وغير ذلك من أمور الشافعية، فأجابه السلطان إلى ذلك، فاتّفق أنّه توعّك عقيب ذلك، وطال مرضه إلى أن مات، ولم يتمّ له ما أراد من ذلك.

وكذلك الأتابكى يلبغا العمرى، تعصّب للحنفية على الشافعية، فقتل فى سنته، وذلك ببركة الإمام الشافعى، .

وقد خصّ الله تعالى الإمام الشافعى، [] (٢)، بمصر، كما جعل لأبى حنيفة من العراق إلى ما وراء النهر، وجعل لمالك بلاد الغرب، وجعل لأحمد بن حنبل بغداد وما شاكلها، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة اثنتين وستين وستمائة]

فيها ختن السلطان ولده الملك السعيد محمد، ورسم للأمراء والجند والرعيّة، أنّ كل من كان له ولد (٣) يطلع به إلى القلعة، يختنه مع ابن السلطان، فطلع


(١) سلطان: سلطانا.
(٢) ما بين القوسين ينقص فى الأصل.
(٣) ولد: ولدا.