للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحاج إلى القاهرة، وحمدت سيرة الأمير قجماس أمير ركب المحمل.

وفيه فى يوم السبت رابع عشرينه كانت وفاة أمير المؤمنين الجمالى يوسف المستنجد بالله العباسى بن محمد المتوكل على الله بن المعتضد بالله أبى بكر بن المستكفى بالله سليمان ابن الإمام أحمد الحاكم بأمر الله العباسى الهاشمى، وكان الثالث عشر من خلفاء بنى العباس بمصر، تولّى الخلافة بعد خلع أخيه حمزة، ودام فى الخلافة نحوا من خمس وعشرين سنة وأشهر، وكان ريسا حشما، وعنده لين حانب مع تواضع زائد، ورأى فى خلافته غاية العزّ، وقلّد فيها خمسة من السلاطين، وهم: المؤيد أحمد بن الأشرف أينال، والظاهر خشقدم، والظاهر يلباى، والظاهر تمربغا، والأشرف قايتباى، ومات وله من العمر زيادة عن ثمانين سنة، ومولده بعد التسعين والسبعمائة؛ ولما مات دفن عند أقاربه بجوار مشهد السيدة نفيسة ، وهو أول خليفة سكن بالقلعة ودام بها حتى مات، وقد مات عن غير ولد ذكر، بل خلف بنتا تسمى ست الخلفاء، فعهد بالخلافة من بعده لابن أخيه العزى عبد العزيز.

[ذكر خلافة المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز بن يعقوب بن محمد المتوكل على الله بن المعتضد بالله أبى بكر بن المستكفى بالله سليمان بن الإمام الحاكم بأمر الله أحمد العباسى الهاشمى]

وهو الرابع عشر من خلفاء بنى العباس بمصر، بويع بالخلافة بعد موت عمّه الجمالى يوسف بعهد منه، وكانت ولايته فى يوم الاثنين سادس عشرين المحرم من هذه السنة، فطلبه السلطان، فحين حضر حضر قضاة القضاة الأربعة وأرباب الدولة، وكان يومئذ عمّه موسى موجودا ولكنه كان غير صالح للخلافة، فلم يكن فى بنى العباس يومئذ أمثل من العزى عبد العزيز، فوقع الاتفاق من السلطان والأمراء على ولايته (١)، فتولّى الخلافة فى ذلك اليوم؛ أقول ولم يل الخلافة من اسمه عبد العزيز سواه، ثم إنه أراد أن يلقّب نفسه بالمستعزّ بالله، فعورض فى ذلك، ولقّبه بالمتوكل على الله كلقب جده


(١) ولايته: ولاته.