للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله فى مليح من ركاب الخيل وأجاد:

وظبى من العرب الكرام سألته … لمن فى الورى تعزى فقال مؤنّبى

أنا ابن الذى تمشى الملوك أمامه … إذا ما رأوه راكبا يوم موكب

وفيه خرج الأمير يشبك الدوادار إلى جهة الصعيد، بسبب تلك الفتنة التى وقعت بين يونس بن عمر وبين داود بن عمر قريبه، وأخذ معه جماعة كثيرة من الجند - وفيه توفى حسن بن محمد بن أيوب الكردى، نائب القدس، ونائب الكرك، وكان ريسا حشما لا بأس به، وكان قد شاخ وناف عن الثمانين. - وتوفى القاضى شهاب الدين أحمد الطولونى الحنفى، أحد نواب الحكم، وكان مفرطا فى السمن جدا بحيث لم يكن فى عصره أسمن منه، ولما مات حمله ستة عشر حمّالا بالنوبة، ومات مخنوقا بالشحم، فأوصى لكل حمّال بأشرفى؛ ومما وقع له أن جماعة من الفلاحين تحاكموا عنده على دين، فأنكر الذى عليه الدين فألزمه القاضى بيمين، فلما أراد أن يحلف، قال له الخصم: إن كنت ما أخذت منى شيئا تبقى فى سمن هذا القاضى، فاعترف لخصمه بالدين ولم ينكره، انتهى ذلك.

[ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة]

فيها فى المحرم أخلع على العلاى على بن الصابونى، وقرّر فى وكالة بيت المال، عوضا عن النابلسى؛ وقرر فى قضاء الشافعية بحلب عز الدين الحشفاوى، وصرف أبو البقا بن الشحنة. - وفيه جاءت الأخبار بأن السلطان قبض على جانى بك الفقيه أمير سلاح، الذى توجّه أمير ركب المحمل، فقبض عليه من العقبة وأرسله من هناك إلى القدس بطالا، ونفى أيضا قايتباى الخشقدمى إلى جهة حلب، ونفى أيضا يشبك جنب الظاهرى جقمق إلى جهة دمشق، لكونهما كانا من أصحاب جانى بك الفقيه.

وفيه دخل الحاج إلى القاهرة، وقد قاسى فى هذه السفرة شدائد عظيمة، من الغلاء وموت الجمال، وانقطع جماعة من الحجاج من رجال ونساء؛