للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمير آخور كبير، وعلى باى الدوادار، ويشبك الأينالى، وأزدمر الناصرى، وغير ذلك من الأمراء الطبلخانات والعشروات، وجماعة كثيرة من الخاصكية، وسجنهم بقلعة دمشق.

وفيه أحضر الخليفة، والقضاة الأربعة، وخلع الملك المظفر بن المؤيّد شيخ، وتسلطن ططر، فكانت مدّة سلطنة ابن المؤيد شيخ، بالديار المصرية، والبلاد الشامية، سبعة أشهر وواحد وعشرين يوما، فما كان أغناه عن هذه السلطنة، فما استفاد منها إلاّ الحول فى عينيه، فيما تقدّم له يوم سلطنته، وآخر الأمر سجن بثغر الإسكندرية، إلى أن مات بالطاعون، الذى وقع فى سنة ثلاث وثلاثين، فى دولة الأشرف برسباى، كما سيأتى الكلام عليه، ونقل بعد موته إلى القاهرة، ودفن على أبيه بالجامع المؤيّدى داخل القبة، ومات وله من العمر نحو إحدى عشرة سنة، ولم يع أيام سلطنته، وإنما رأى نفسه فى السجن إلى أن مات، وقد دخل مماليك أبيه فى خطيته (١) حين سلطنوه فى هذا العمر وهو صغير، وكان حسن الشكل، جميل الصورة، وإنما حدث له هذا الحول يوم سلطنته كما تقدّم. - انتهى ما أوردناه من أخبار الملك المظفر أحمد ابن الملك المؤيّد شيخ، وذلك على سبيل الاختصار.

[ذكر سلطنة الملك الظاهر سيف الدين أبى سعيد ططر الظاهرى الجركسى]

وهو الثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السادس من ملوك الجراكسة وأولادهم فى العدد، بويع بالسلطنة بعد خلع المظفر أحمد بن المؤيّد شيخ، فى يوم الجمعة تاسع عشرين شعبان، سنة أربع وعشرين وثمانمائة.

وذلك لما رجع من حلب، أظهر أنه مريض، فطلع إلى قلعة الشام، فلما بلغ الأمراء ذلك طلعوا يسلموا (٢) عليه، فصار كل من طلع إليه من الأمراء يقبض عليه، فقبض


(١) فى خطيته: يعنى فى خطيئته.
(٢) يسلموا: كذا فى الأصل.