للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قدم الخبر بأنّ أولاد كثير (١) هجموا على مدينة أسوان، ونهبوا الدور التى بها، وقتلوا معظم أهلها، وأخربوا غالب دورها وفرّ منهم والى أسوان؛ فلما بلغ السلطان ذلك، أخلع على حسين بن قرط بن عمر التركمانى، واستقرّ به فى ولاية أسوان؛ ورسم بأن يتوجّه معه الكاشف محمد بن مازن. - وفيه خلع على مقبل مملوك الأزقى، واستقرّ فى ولاية أشموم الرمّان، عوضا عن بيليك بحكم وفاته.

وفيه وقعت حادثة غريبة، وهى أنّ امرأة صالحة رأت النبى، ، فى المنام، وهو يقول لها: «قولى للنساء ينتهوا (٢) عن لباس الشاش»، وهو شئ قد اقترحته النساء، يلبسونه على رءوسهن، مثل سنم الجمل، طوله نحو ذراع، وارتفاعه نحو ربع ذراع، ويرخونه على ظهورهن، ويزخرفونه بالذهب واللؤلؤ، ويبالغوا فى ذلك غاية المبالغة، وكانت هذه بدعة سيئة من النساء.

ثم إنّ تلك (٣) المرأة رأت النبى، ، فى المنام مرّة ثانية، فقال لها:

«قد نهيتكم عن لبس الشاش فلم تنتهوا». وكانت ابنة تلك المرأة الصالحة تلبس الشاش، فقال لها النبى، : «إنّ ابنتك ما تموت إلا نصرانية»

فلما أصبحت تلك المرأة توجّهت إلى بيت شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، وقصّت رؤياها عليه، فأمرها أن تأخذ ابنتها وتمضى بها إلى كنيسة النصارى، وتصلّى هناك وقت الصبح ركعتين، وتسأل الله تعالى لعله يرحمها؛ فمضت بها أمتها إلى كنيسة النصارى، فصلّت هناك ركعتين، فلما سجدت خرّت ميّتة لوقتها، فتركتها أمّها هناك وانصرفت عنها، فدفنها النصارى عندهم، فنعوذ بالله من سوء الخاتمة.

وفيه خرج الأمير جمال الدين محمود، شاد الدواوين، على خيل البريد، وتوجّه إلى حلب، بسبب ضبط موجود الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، فخرج مسرعا بسبب ذلك.

وفى شهر شعبان، فيه قدم رسل متملّك اسطنبول، وصحبتهم تقدمة حفلة للسلطان،


(١) أولاد كثير: كذا فى الأصل، ولعله يقصد أولاد الكنز، الذين ذكرهم هنا فيما سبق.
(٢) ينتهوا: كذا فى الأصل، كما يلاحظ الأسلوب العامى فى العبارة التالية.
(٣) تلك: ذلك.