للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء الجماعة الموجودين [١] إلى الآن منهم.

وفيه توفّى الطواشى الأمير كافور الهندى الزمردى الناصرى، المعروف بشبل الدولة، وكان من خدّام الملك الناصر محمد بن قلاون، تولى الزمامية فى دولة الملك الناصر حسن، وكان قد قارب من العمر نحو المائة سنة، وكان فى سعة من المال؛ وهو صاحب التربة، التى بالقرافة، تحت الجبل المقطم، ولما مات دفن بها؛ وكان حسن المحاضرة، وينظم الشعر الجيّد، ومن شعره ما كتبه على رفرف مقعد بيته، هذين البيتين [٢]، وهما غاية فى الحسن، قوله:

خدمنا بأبواب السلاطين قبلكم … وكانت لنا أهل الممالك تخدم

فما أبطرتنا يعلم الله نعمة … ولا نيل منّا بالأذية مسلم

وفيه قدمت الأخبار من اليمن، بوفاة الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبى بكر الزبيدى، عالم اليمن ومفتيها، وكان من مشاهير العلماء الشافعية. - وفيه خرج البريد بإحضار الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب.

وفى شهر رجب، فيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى ثامن مسرى، فلما أوفى [٣] توجّه الأمير حاجب الحجّاب لفتح السدّ.

وفيه قدم الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، إلى بلبيس، فلما بلغ [السلطان] [٤] ذلك، أرسل إليه بعض الأمراء إلى هناك، فقيّده وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية. - وفيه خرج الأمير كمشبغا الخاصكى على البريد، لنقل الأمير سودون المظفرى، من نيابة حماة، إلى نيابة حلب، عوضا عن يلبغا الناصرى.

وكان سبب عزل يلبغا الناصرى عن نيابة حلب، أن قد بلغ السلطان أنّه متواطئ مع سولى بن ذلغادر، أمير التركمان، وقد اتّفقا على المخامرة والعصيان على السلطان، فلما تحقّق السلطان ذلك بادر بالقبض عليه، وقيّده وأرسله إلى السجن بالإسكندرية.


(١) الموجودين: الموجدين.
(٦) هذين البيتين: كذا فى الأصل.
(١٣) أوفى: أوفا.
(١٥) [السلطان]: تنقص فى الأصل.