للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج من باب زويلة، وطلع إلى القلعة، بعد أن دخل إلى بيت الأمير ألطنبغا الجوبانى مسلّما عليه.

وفيه خلع على جمال الدين يوسف بن بشارة، وزير دمشق، واستقرّ فى نظر الجيش بها، عوضا عن ناصر الدين محمد بن مشكور، فجمع بين وزارة دمشق، ونظر جيشها.

وفيه اشترى السلطان مملوكه تمربغا الأفضلى، المعروف بمنطاش، أخو الأمير تمرباى، فأقام مدّة فى الطبقة، ثم أعتقه وأخرج له خيلا وقماشا، وصار من جملة المماليك السلطانية.

وفى شهر جمادى الأولى، فيه أخذ قاع النيل، فجاءت القاعدة ستة أذرع وأربع أصابع. - وفيه أنعم السلطان على أزدمر الشرفى، بتقدمة الأمير جوبان العمرى.

وفيه أرسل الأمير ألطنبغا الجوبانى عشرين مركبا شوانى إلى نحو دمياط، وقد شحنها بالعدد والسلاح والمقاتلين، لتغزو فى بلاد الفرنج. - وفيه وقعت زلزلة مرّتين فى يوم واحد، فارتاع الناس من ذلك.

وفى شهر جمادى الآخرة، فيه، فى يوم الأربعاء سابع عشره (١)، قدم الخبر بأنّ شوانى الأمير ألطنبغا الجوبانى، التى (٢) أرسلهم (٣) إلى بلاد الفرنج، بأنّ المقاتلين الذين (٤) بها غزوا فى الفرنج، وقد أسروا منهم خمسة وثلاثين رجلا، وقتلوا منهم جماعة كثيرة، وغنموا منهم غنائم (٥) عظيمة؛ وقد ساروا من دمياط فى البحر الملح، فوجدوا مركبا فيه الفرنج الجنويّة، فأسروهم، فلما حضروا بهم إلى بولاق، توجّهت الناس إلى الفرجة عليهم، وخرجوا أفواجا، أفواجا، إليهم، ثم من الغد عرضت الأسرى على السلطان فى الميدان، فقطع رقاب جماعة منهم، وأبقى منهم جماعة.

وفيه توفّى القاضى شمس الدين محمد العبسى، متولّى ديوان الأحباس، وهو جدّ


(١) سابع عشره: سابعه.
(٢) التى: الذى.
(٣) أرسلهم: كذا فى الأصل.
(٤) الذين: الذى.
(٥) غنائم: غنايما.