فلما توفّى القاضى أوحد الدين، أرسل السلطان الأمير يونس، الدوادار الكبير، إلى بيت القاضى كاتب السرّ بدر الدين محمد بن فضل الله العمرى، فتوجّه به إلى القلعة، فلما قابل السلطان أخلع عليه، واستقرّ به كاتب السرّ على عادته، عوضا عن أوحد الدين، بحكم وفاته، فنزل من القلعة فى موكب حفل، ومعه جماعة من الأمراء، ومن المقدّمين الألوف (١)، نحو ستة أمراء.
وفيه قدم رسل الخان طقطمش بن أزبك خان، متملّك بلاد الدشت؛ فلما بلغ السلطان قدومه، عيّن الأمير سودون، النائب، إلى ملتقاه، فخرج لاقاه من الخانكاة، وخرج صحبته الأمير يونس، الدوادار، فلما دخل المدينة، أنزلوه بالميدان الكبير الناصرى.
فلما كان يوم الاثنين ثامن عشره، جلس السلطان بالإيوان الكبير الذى بالقلعة، وعمل الموكب، وحضر جميع الأمراء من المقدّمين وغيرها، وأعيان جماعة المباشرين، ثم أذن للقصّاد فطلعوا إلى القلعة، فلما مثلوا بين يدى السلطان، قرأ مطالعتهم، وكان مما أهدوه للسلطان سبعة سناقر من الطيور الجوارح، وسبع بقج قماش، ضمنها أثواب صوف، وشقق حرير، وغير ذلك، وعدّة مماليك صغار؛ فلما قرئ كتابهم ظهر أنهم رسل متملّك بلاد القرم، فانحطّ قدرهم عند السلطان، وقطع راتبهم، ثم أخرجوا من الميدان إلى مكان بالقلعة، فأقاموا فيه أياما، ثم أخلع عليهم وسافروا إلى بلادهم.
وفيه أخرج محمد بن طاجار، والى الغربية، منفيّا إلى طرابلس؛ وأخرج محمد بن طيبغا الدمرداشى منفيّا إلى صفد.
وفيه توجّه الأمير كمشبغا الخاصكى، بخلعة إلى الأمير قرابلاط الأحمدى، نائب البحيرة، بأن يستقرّ فى نيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن بلوط الصرغتمشى. - وفيه استقرّ جمق السيفى فى ولاية جهة البهنسا والأطفيحية، عوضا عن أبو درقة.
وفيه استجدّ لقرافة مصر العتيقة والى، وهو شخص يسمّى سليمان الكردى؛