قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة … فاقت على إرم مع سرعة العمل
يكفى الخليلى أن جاءت لدعوته … صمّ الجبال لها تسعى على عجل
وفيه توفّى الشيخ الصالح المعتقد شمس الدين محمد بن صديق التبريزى، المعروف بصائم الدهر؛ قيل إنّه أقام نيفا وأربعين سنة يصوم الدهر، ولا يفطر إلا على الحمّص فقط، وكان فى زهده ماشيا على طريقة السلف من العبّاد.
وفى شهر رمضان، فيه أخلع السلطان على تمرباى الحسنى، كاشف الأبلستين (١)؛ وأخلع على دمرداش القشتمرى، واستقرّ به نائب الكرك؛ وأخلع على أيدمر الشمسى أبو زلطة، واستقرّ به نائب الوجه القبلى؛ وأخلع على محمد بن رمضان التركمانى، واستقرّ به نائب البيرة.
وفيه أرسل السلطان خلعة للأمير أركماس حاجب طرابلس، وقرّره فى نيابة صفد؛ وأرسل خلعة لطغاى تمر القبلاوى، وقرّره فى نيابة سيس؛ وأرسل خلعة إلى الشريف سعد بن أبى الغيث، وقرّره فى إمرة الينبع، وأشرك معه ابن عمّه محمد بن مسعود.
وفيه خلع على بكتمر الطرخانى، واستقرّ فى ولاية الأشمونين، عوضا عن كرجى، بحكم صرفه عنها. - وفيه عدّى السلطان إلى برّ الجيزة للتنزّه، ثم عاد إلى القلعة من يومه.
وفى ليلة الجمعة، تاسع عشر شهر رمضان، كانت وفاة عظيم فقهاء الحنفية بمصر، العالم العلاّمة، فريد دهره، ووحيد عصره، الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود ابن أحمد الرومى البابرتى الحنفى، شيخ الشيوخ بالخانقة المباركة الشيخونية، وكان مولده سنة تسع عشرة وسبعمائة، وكان مدّة حياته نحو خمسة وسبعين سنة؛ وكان إماما عالما فاضلا، بارعا فى العلوم، ورعا زاهدا صالحا، ديّنا خيّرا، متنزّها عن الدخول فى المناصب الكبار، وقنع بمشيخة الخانقة الشيخونية، وهو الذى كان سببا فى إنشائها، ورتّب أوقافها على ما احتاره، وقرّره شيخو فى نصف النظر فى جميع أوقافه قاطبة.