للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه ركب السلطان من القلعة، ودخل من باب النصر، وشقّ من القاهرة، وكشف على عمارة مدرسته، ثم توجّه إلى بيت الأتابكى أيتمش البجاسى، ودخل إليه، فقدّم له تقدمة حفلة، ثم عاد إلى القلعة.

وفى يوم الخميس تاسعه، توجّه السلطان إلى سرحة سرياقوس، على العادة فى كل سنة. - وفيه ثبت النيل المبارك على عشرة أصابع من عشرين ذراعا.

وفيه تغيّر خاطر السلطان على بهادر، كاشف الوجه البحرى، فضربه بالمقارع بين يديه ستين شيبا، وأقام أياما فى الترسيم، ثم أخلع عليه، واستمرّ على عادته فى الكشوفية.

وفى يوم الاثنين سابع عشرينه، قبض السلطان على سعد الدين نصر الله بن البقرى، واحتاط على موجوده، وقبض على نسائه وغلمانه وحاشيته، وقرّر عليهم الأموال الجزيلة، واستمرّوا فى الترسيم حتى يردّوا ما قرّر عليهم.

وفيه تزايدت همّة (١) السلطان فى عمارة مدرسته، التى أنشأها مكان خان الزكاة، وصار الأمير جركس الخليلى، أمير آخور كبير، والشهابى أحمد بن الطولونى، معلّم المعلّمين، يجلسان على دكك فى وسط السوق، فكانوا يرسلون الحجّارة يقطعون الحجارة من الجبل الأحمر إلى بين القصرين، ويجعلونها على عجل تسحبها الأبقار، من الجبل إلى مكان العمارة، وهى التى تسمّى الحجارة العجالية.

ثم إنّ السلطان اقترح على المهندسين أن يصنعوا (٢) له القبّة بالحجر النحيت، فصنعوا له ذلك، فهى أول قبّة بنيت بالحجر النحيت فى القاهرة، وكانت القبب القديمة (٣) كلها خشب، ويجعلون (٤) فوقها الرصاص، حتى قبّة مدرسة السلطان حسن على ذلك، فكانت قبّة مدرسة برقوق أول قبّة عمرت بالحجر، فاستمرّت الناس من يومئذ على ذلك، وبطلت القبب الخشب؛ وقال الشهاب أحمد بن العطار المصرى:


(١) همة: همت.
(٢) يصنعوا: يصنعون.
(٣) القديمة: القدمة.
(٤) ويجعلون: ويجعلوا.