للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه شرع السلطان فى استبدال خان الزكاة من ورثة الملك الناصر محمد بن قلاون، وابتدأ (١) فى هدمه يوم الأحد رابع عشرين هذا الشهر، وأشيع أنّه يقصد ينشئ مكانه مدرسة، ثم أنّه أقام الأمير جركس الخليلى، أمير آخور كبير، شادا على عمارة هذه المدرسة، وشرع فى حفر الأساسات هناك

وفيه تغيّر خاطر السلطان على قضاة حلب، فعزل الأربعة فى يوم واحد، وسبب ذلك أن وقع بين القضاة فتنة عظيمة، وقذفوا أعراض بعضهم بالفسوق، فلما بلغ السلطان ذلك، رسم بأنّ الأربعة قضاة معزولون، وأرسل أربعة تشاريف: فقرّر شرف الدين بن مسعود، فى قضاء الشافعية، عوضا عن شهاب الدين أحمد بن عمر الرجبى؛ وقرّر محبّ الدين محمد بن الشحنة، فى قضاء الحنفية، عوضا عن جمال الدين إبراهيم بن العديم؛ وقرّر جمال الدين عبد الله النحريرى، فى قضاء المالكية، عوضا عن ابن أبى عبد الرحمن بن رشد؛ وقرّر شهاب الدين أحمد بن محمد بن قاضى القضاة موسى بن فيّاض المقدسى، فى قضاء الحنابلة، عوضا عن عمّه شهاب الدين أحمد بن شرف الدين بن فيّاض.

وفيه أرسل السلطان تشريفا إلى القاضى ناصر [الدين] (٢) محمد بن تقىّ الدين عمر بن أبى الطيب الدمشقى، واستقرّ به فى كتابة السرّ بحلب، عوضا عن شمس الدين محمد بن أحمد بن مهاجر.

وفيه ولى شهاب الدين أحمد بن عبد الله النحريرى، قضاء المالكية بطرابلس، عوضا عن ناصر الدين محمد بن قاضى القضاة سرى الدين إسمعيل بن محمد بن هانئ اللخمى الأندلسى. - وفيه عاد علم الدين القفصى إلى قضاء المالكية بدمشق، عوضا عن البرهان الشاذلى.

وفى شهر شعبان، فى ثانيه، مات تحت الهدم بخان الزكاة، جماعة، نحو مائة إنسان، من الفعلة، ممن كان يهدم الحيطان.


(١) وابتدأ: وابتدى.
(٢) [الدين]: تنقص فى الأصل.