للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصار من معاتيق الظاهر برقوق؛ ثم إنّ السلطان أخلع على القضاة والموقّعين، الذين سجّلوا بيع أيتمش وعتقه، وكل ذلك جرى وأيتمش أتابك العساكر، فحصل له غاية البهدلة بسبب ذلك، فعدّ هذا من النوادر الغريبة، والوقائع العجيبة.

وفيه نزل السلطان إلى الرعاية ببركة الحجّاج، وعاد فدخل من باب الفتوح، وشقّ القاهرة، وكان يوما مشهودا.

وفيه خلع على نقيب الأشراف، السيد الشريف جمال الدين عبد الرحيم الطباطبى، واستقرّ فى نظر وقف الأشراف، عوضا عن قاضى القضاة بدر الدين محمد بن أبى البقا السبكى؛ فمن يومئذ خرج نظر الأشراف عن قاضى القضاة الشافعى، ولم يعد إليه إلى الآن.

وفيه خلع على محمود العجمى، المحتسب، خلعة الاستمرار، وكان أشيع بعزله.

وفيه أرسل السلطان إلى قاضى القضاة الشافعى برهان الدين إبراهيم بن جماعة، تشريفا وتقليدا بأن يكون قاضى القضاة بدمشق، عوضا عن ولىّ الدين عبد الله بن ابى البقا، بحكم وفاته؛ فشقّ ذلك على برهان الدين بن جماعة، وكان بالقدس بطّالا، فتوقّف فى ذلك أياما، ثم أجاب، وتوجّه إلى دمشق.

وفى شهر ذى القعدة، فيه قدم البريد وأخبر بواقعة التركمان، وكان من ملخّص ذلك، أنّه لما بلغ النوّاب حركة التركمان، أخرج لهم نائب الشام تجريدة، وكذلك نائب حلب، ونائب طرابلس، ونائب حماة، وتركمان الطاعة، وأكرادها، فتوجّهوا إلى سيس لمحاربة إبراهيم بن رمضان، نائب أدنة، وبنى أوزر، وابن مرناص (١) من طائفة الأجقية، فإنّهم قد تزايد منهم الفساد، وصاروا يقطعون الطرقات، ونهبوا حجّاج الروم، وقد اتّفقوا مع الأمير علاء الدين على بك بن قرمان، صاحب لارندة، على أنّهم يقلعوا (٢) بلاد سيس من يدى سلطان مصر.

فلما بلغ ذلك إلى الأمير يلبغا الناصرى نائب حلب، خرج إليهم من حلب فى


(١) مرناص: كذا فى الأصل.
(٢) يقلعوا: كذا فى الأصل.