للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قبض على عبيد البازدار، مقدّم الدولة، وصودر وأخذ منه مائة ألف دينار؛ وأقام عوضه محمد بن عبد الرحمن فى تقدمة الدولة؛ ثم جعل معه شريكا له عبد الله ابن محمد بن يوسف.

وفيه تزايد غضب السلطان على ابن البقرى، فضربه (١) بالمقارع بين يديه، وأخذ منه ما يقارب الثلاثمائة ألف دينار. - وفيه عرض السلطان من كان فى السجون على الديون، وصالح عنهم غرماءهم (٢) من الدين، بمال أخرجه من الذخيرة، على يدى الأمير جركس الخليلى.

وفى شهر شوّال، رسم السلطان بنفى جماعة (٣) من المماليك الأشرفية، والمماليك البطّالين، فأخرجوا إلى نحو قوص. - وفيه أفرج السلطان عن إبراهيم بن قطلو آقتمر، أمير جندار، الذى كان فى خزانة شمايل (٤)، بسبب واقعة الخليفة المتوكّل على الله، وقد تقدّم سبب ذلك.

وفيه توجّه السلطان إلى السرحة نحو البحيرة على العادة، فغاب أياما، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه خلع على بدر الدين محمد بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، واستقرّ قاضى العسكر.

ومن الوقائع الغريبة أنّ أولاد الأمير جرجى، نائب حلب، وقفوا للسلطان، وادّعوا أنّ الأتابكى أيتمش البجاسى فى رقّ والدهم، لم يعتق إلى الآن، وأنّ بجاس أخذه بعد جرجى باليد، وهو فى رقّ جرجى، فأعتقه بجاس من غير أن يملكه بطريق شرعى، فلم يصادف عتقه محلاّ، وأثبتوا ذلك على قضاة القضاة؛ فلما جرى ذلك، اشتراه السلطان من أولاد الأمير جرجى بأربعمائة ألف درهم، وقيل بمائة ألف درهم.

ثم إنّ السلطان جمع القضاة والأمراء بالقصر الكبير، وأعتق أيتمش بحضرتهم،


(١) فضربه: فضره.
(٢) غرماءهم: غرماؤهم.
(٣) جماعة: جمايه.
(٤) شمايل: شمامل.