للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدمت الأخبار أيضا بأنّ الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، قد أوقع فتنة عظيمة بين التركمان الأجقية والقنقية، فرمى طائفة القنقية على الأجقية، فكتب لهم نائب حلب بالنزول على باب الملك، ففتحت البلاد السيسية، حيث وقعت هذه الفتنة بين الفريقين.

وفيه خلع على القاضى تقىّ الدين محمد بن قاضى القضاة جمال الدين يوسف بن قاضى القضاة شرف الدين أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة الكفرى، واستقرّ قاضى قضاة الحنفية بدمشق، عوضا عن نجم الدين أحمد بن أبى العزّ.

وفى شهر رمضان، فيه وقف الأتابكى أيتمش البجاسى، وسائر الأمراء، إلى السلطان، وشفعوا فى الخليفة محمد المتوكّل على الله، بأن يفكّ من قيده، فامتنع السلطان من ذلك، فتقدّم إليه الأمير سودون، النائب، وباس رجل السلطان على اللحم، فأجابه إلى فكّ قيده، ففكّ عنه فى ذلك اليوم.

وفيه قبض السلطان على سعد الدين نصر الله بن البقرى، ناظر الخاص، وهو واقف فى الخدمة، وكان قد اجتمع نساؤه فى داره لفرح عندهم، وعليهن من اللؤلؤ، والجواهر، والذهب، والثياب الحرير، ما يجلّ قيمته.

فنزل الأمير قرقماش، الخازندار، والأمير بهادر، الأستادار، وأحاطا بداره، وقبضا على نسائه وغلمانه وحاشيته، وجميع من فى داره؛ فبلغت قيمة (١) ما على نسائه من الحلىّ بنحو من مائتى ألف دينار؛ ثم إنّ السلطان وضع سعد الدين بن البقرى فى الحديد، وسجنه بقاعة الصاحب، التى بالإيوان من القلعة، حتى يكون من أمره ما يكون.

وفيه أخلع السلطان على الصاحب شمس الدين، كاتب أزلان (٢)، وقرّره فى نظر الخاص، عوضا عن ابن البقرى، فاستعفى من ذلك؛ فطلب السلطان موفّق الدين أبو الفرج، الذى أسلم عن قريب، فأخلع عليه، واستقرّ به فى نظر الخاص.


(١) قيمة: قيمت.
(٢) أزلان: بحرف الزاى، كما فى الأصل.