للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيمارستان المنصورى، نزل عن فرسه، ودخل كشف عن أحوال المرضى بنفسه، ثم ركب منه، وطلع إلى القلعة.

وفيه ثبت النيل المبارك على أربع أصابع من عشرين ذراعا، ثم بعد ذلك زاد خمس أصابع من أحد وعشرين ذراعا، فغرقت مواضع كثيرة، وتهدّمت عدّة دور من الروضة ومصر وبولاق، وتقطّعت الجسور كلها، حتى أعيى (١) الفلاحين سدّها من قوّة عزم الماء، فتبحّرت الأراضى فى هذه السنة، بسبب مكث الماء عليها.

وفيه قدم رسل نائب سنجار، ونائب تكريت، ونائب قيصرية الروم، يسألوا السلطان أن يكونوا مضافة إلى مملكة مصر، فكتب لهم تقاليد، وحملت لهم التشاريف. - وفيه توجّه السلطان إلى الرماية بسرياقوس، على العادة فى كل سنة.

وفى شهر شعبان، فيه قدم الخبر بحركة الفرنج، فعيّن لهم السلطان تجريدة، فخرج فى يوم الخميس سابع عشره الأمير أحمد بن يلبغا الخاصكى، وتوجّه إلى ثغر الإسكندرية، وتوجّه الأمير أيدكار، الحاجب، إلى ثغر دميأط.

وفيه قدم الخبر بأنّ سلام بن التركية جمع من العربان ما لا يحصى، ونهب نواحى الفيوم، فخرج إليه تجريدة، وبها أربعة من الأمراء المقدّمين.

وفيه خلع على قطليجا الصفوى، واستقرّ فى ولاية قليوب؛ وأخلع على أوناط اليوسفى، واستقرّ فى ولاية الشرقية، عوضا عن القرمى.

وفيه قدمت الأخبار بأنّ الفرنج قد وصلوا إلى بيروت، ونزلوا إلى البرّ، وملكوا بعض الأبراج التى (٢) بها، فلما أشيع هذا الخبر، أدركوهم العسكر الشامى، فى طائفة من الأكراد، وقاتلوهم، فأيّد الله تعالى المسلمين على الفرنج، فقتلوا منهم نحو خمسمائة إنسان (٣)، وانهزم باقيهم إلى نحو مراكبهم وساروا، وعاد العسكر إلى الشام، وهم فى غاية النصر.


(١) أعيى: أعيا.
(٢) التى: الذى.
(٣) إنسان: إنسانا.