للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو قوله:

أبشر أمير المؤمنين فما جرى … أقوى دليل أنّ عزّك سرمد

لا تختشى فيه العدى مغلولة … ويد الخلافة لا تطاولها يد

وهذا ما أورده الشيخ تقىّ الدين المقريزى فى كتاب السلوك (١).

وفيه أرسل السلطان خلعة إلى عثمان بن قارة، أمير العرب، بأن يستقرّ عوضا عن نعير بن حيار بن مهنا، فتوجّه إليه بالتشريف الأمير بجمان المحمدى؛ ثم قدمت الأخبار بعد ذلك أنّ الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، توجّه إلى نعير بعد أن عزل من إمرته، وكبس عليه، فهرب، فنهب من أمواله ما لا ينحصر، حتى قيل أخذ له ثلاثون ألف بعير، وأخذ (٢) له بسط، يحمل الفردة الواحدة منها على بعير؛ ثم أشيع أنّه سبى حريمه، وأسر أولاده، فكان هذا من أكبر أسباب الفساد فى خراب البلاد الشامية إلى الآن.

وفيه خلع على الطواشى بهادر الشهابى، واستقرّ مقدّم المماليك، عوضا عن جوهر الصلاحى. - وفيه خلع على الأمير كمشبغا الخاصكى، واستقرّ رأس نوبة ثالثا، عوضا عن أيدمر من صدّيق، بحكم وفاته.

وفيه خلع على الأمير بكلمش الطازى العلاى، واستقرّ رأس نوبة خامسا، عوضا عز بجمان المحمدى؛ وخلع على الأمير حسن الأسن قجاوى، واستقرّ شاد الشراب خاناه، عوضا عن كمشبغا الخاصكى؛ وخلع على كرجى، واستقرّ فى ولاية الأشمونين، عوضا عن قطلو بغا حاجى.

وفيه ساقت الرماحة على العادة، ودار المحمل بالقاهرة، وزيّنت له مصر والقاهرة سبعة أيام.

وفيه نزل السلطان إلى المطرية، وسيّر إلى بركة الحاجّ، ثم رجع ودخل من باب النصر، وشقّ من القاهرة، وكانت مزيّنة، بسبب دوران المحمل؛ فلما وصل إلى


(١) السلوك: انظر ج ٣ ص ٤٩٣ - ٤٩٦.
(٢) وأخذ: وأوخذ.