للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشباك الذى بالبرج، وتدلّى منها فى تلك السواسى الخام، وهرب، وفاز بنفسه؛ فلما بلغ السلطان ذلك غضب على نائب الإسكندرية، وأمر بإحضاره.

وفيه أنعم السلطان على دمر خان بن موسى بن قرمان، بإمرة طبلخاناة بحلب.

وفيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى (١) أول يوم من مسرى، فنزل السلطان، وتوجّه إلى المقياس، وخلّق العمود، ونزل فى الذهبيّة، وفتح السدّ على العادة، ولم يعهد من بعد الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، أنّ سلطانا نزل وفتح السدّ إلا الظاهر برقوق، ولم يقع لبنى قلاون أنّهم نزلوا من القلعة، وتوجّهوا إلى السدّ، وفتحوه يوم الوفاء.

وفيه توفّى الشيخ علم الدين سليمان بن هاشم الحنبلى؛ وكان من أعيان علماء الحنابلة، بارعا فى مذهبه.

ومن الحوادث فى هذا الشهر، مما اتّفق بناحية نرما من الغربية، أنّ طائفة من النصارى صنعوا عرسا، وجمعوا فيه من أرباب الملاهى، كمغانى العرب، وغير ذلك؛ فلما صعد المؤذّن ليسبّح على المئذنة (٢) فى الليل على العادة، فسبّوه النصارى، ورجموه، ثم صعدوا إليه وأنزلوه من على المئذنة (٢) وضربوه؛ فجاء خطيب الجامع ليخلّصه من أيديهم، فأوسعوه سبّا ولعنا، وقد همّوا بقتله.

فحضر المؤذّن والخطيب إلى القاهرة، وشكوا أمرهم إلى الأمير سودون، النائب، فبعث بهم إلى الأمير جركس الخليلى، من أجل أنّ ناحية برما كانت من جملة إقطاعه، فلم يأخذ بأيديهم الأمير جركس، فتوجّهوا إلى عند شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، وشكوا له من الأمير جركس الخليلى؛ ثم إنّ الشيخ ناصر الدين محمد بن الميلق، الواعظ، توجّه إلى بيت الأمير جركس الخليلى، وأغلظ عليه فى القول بسبب ذلك.

ثم إنّ أهل ناحية برما حضروا أجمعين، وطلعوا إلى السلطان، واستغاثوا به،


(١) أوفى: أوفا.
(٢) المئذنة: المآذنة.