للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على سالم الدوكارى، وأخذا بركه، وأخذا (١) منه نحو ثلاثين ألف جمل، ومثلها خيول، فكان بينهما وقعة (٢) عظيمة، وقتل فيها من الفريقين خلائق كثيرة.

وآخر الأمر فرّ سالم الدوكارى إلى جهة قلعة المسلمين، وصار قرا محمد تابعه بالعساكر فى أثره، فلم يجد له سالم الدوكارى من ناصر ولا معين، فتوجّه إلى الأمير يلبغا الناصرى، واستجار به، فأتى به إلى حلب، وأعلم السلطان بما وقع، فبرزت المراسيم الشريفة بإحضاره إلى مصر.

وفيه أخرج الأمير مقبل الرومى منفيّا إلى الشام، ثم شفع فيه بعد أن وصل إلى قطيا، فلما حضر، أنعم عليه بإمرة طبلخاناة، فلم يقبلها، وكان مقدّم ألف.

وفى شهر ربيع الآخر، فيه قدمت طائفة من الفرنج فى مراكب إلى الطينة، فأسروا منها سبعة من المسلمين، ثم أتوا إلى دمياط، فباعوا بها الأسرى السبعة، ثم رجعوا إلى بلادهم.

وفيه أخلع على الأمير تمرباى الدمرداشى، واستقرّ فى نيابة صفد. - وفيه أنعم على الأمير أينال اليوسفى بتقدمة ألف بدمشق. - وفيه أرسل الأمير بلوط يستعفى من نيابة حماة، فأعفى منها.

وفيه أخذ قاع النيل، فكان ثمانية أذرع سواء. - وفيه قدم سالم الدوكارى من حلب، فأكرمه السلطان، وأخلع عليه، وأنعم عليه بإمرة طبلخاناة بحلب.

وفى شهر جمادى الأولى، خلع على جمال الدين محمود العجمى، المحتسب، واستقرّ فى نظر الأوقاف مع الحسبة؛ واستقرّ الأمير قديد القلمطاوى، شاد الأوقاف، فحصل منه للناس الضرر الشامل، فشقّ ذلك على قضاة القضاة.

وفيه قدم الخبر بأنّ سلام بن التركيّة، كان مسجونا بالبرج بثغر الإسكندرية، فتسحّب منه وهرب، وسبب ذلك أن عملت له مبارد فى قوس رباب، وأحضرت له، ثم إنّه طلب سواسى خام ليفصّلها قمصان، فلما أتت إليه المبارد، برد بها حديد


(١) وأخذا: وأخذ.
(٢) وقعة: كذا فى الأصل.