للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شهر ربيع الأول، فيه قدمت الأخبار بأنّ طائفة من الفرنج وصلوا إلى ثغر الإسكندرية، فى عدّة مراكب، تحت الليل، فلما طلع النهار خرج إليهم نائب الإسكندرية، الأمير بلوط، مع جماعة من المجاهدين، فتقاتلوا معهم، فخرج جماعة من الفرنج من المراكب إلى البرّ، وتقاتلوا مع المسلمين، فانكسر الفرنج وعادوا إلى مراكبهم، وخرجوا من الثغر بغير طائل؛ ثم إنّ النائب قبض على من بالثغر من تجّار الفرنج، وصادرهم، وأخذ أموالهم؛ فلما بلغ السلطان ذلك تنكّر على النائب، وكتب المراسيم بإحضاره إلى مصر.

وفيه ضرب قاضى القضاة المالكى عبد الرحمن بن خير، عنقى رجلين قد ارتدّا عن الإسلام، ولم يوافقا على العود إلى الإسلام، وصمّما على ذلك، فضرب أعناقهما تحت شباك المدرسة الصالحية.

وفيه حضر الأمير بلوط، نائب الإسكندرية، وصحبته تقدمة سنيّة للسلطان، واعتذر فى سبب قبضه على تجّار الفرنج، وأخذ أموالهم، فقبل السلطان عذره فى ذلك، وأخلع عليه خلعة الاستمرار، ورسم له بالعود إلى محلّ نيابته بالثغر، على عادته، فتوجّه إليها.

وفيه أنعم السلطان على الأمير سودون العلاى، والأمير أينال الجركسى، كل منهما بإمرة طبلخاناة؛ وأنعم على حسن قجا بإمرة عشرة.

وفيه قدم البريد وأخبر بأنّ الأمير قرا محمد بن الأمير بيرم خجا، صاحب الموصل، قد اتّفق مع ضياء الملك بن بوزدغان، على محاربة سالم الدوكارى، لما كان منه من قطع الطريق على حجّاج الموصل.

وأنّ الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، لما بلغه ذلك، خرج من حلب بالعسكر إلى البيرة، وعدّى من الفرات فى مراكب، وتوجّه إلى الرّها بالعساكر الذين (١) معه، فوجد قرا محمد بن بيرم خجا، وضياء الملك، قدر كما فى اثنى عشر ألف مقاتل؛ وكبسا (٢)


(١) الذين: الذى.
(٢) وكبسا: وكبس.