للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيستمرّ برقوق واقفا (١) على أقدامه بين يدى يلبغا الناصرى، ما يقول له اجلس، فأصبح برقوق ملكا يقبّل له يلبغا الناصرى الأرض، ويمتثل أمره ونهيه، فسبحان مقلّب الأمور كما يشاء.

ثم إنّ السلطان برقوق أخلع على الأمير يلبغا الناصرى، خلعة الاستمرار على نيابة حلب، ونزل من القلعة فى موكب حفل، وقدّامه لأمراء المقدّمين، ومشى بين يديه سبعة حنائب من الخيول السلطانية، بسروج ذهب، وكنابيش زركش؛ فلما نزل فى المكان الذى أعدّ (٢) له، دخل عليه من السلطان والأمراء من أنواع التقادم ما لا ينحصر؛ فأقام بمصر أياما، ثم أخلع عليه خلعة السفر، وتوجّه إلى محلّ نيابته بحلب.

وفيه أنعم على الأمير بهادر المنحكى الأستادار، بتقدمة الأمير قطلوبغا الكوكاى، بحكم وفاته. - وفيه خلع على علم الدين بن الحزين، واستقرّ فى استيفاء جهات الدولة، عوضا عن أمين الدين المعروف بجعبص، بحكم وفاته.

وفى شهر صفر، قدمت رسل السلطان أحمد بن أويس، متملّك بغداد، وأتى صحبته بهدّبة فيها أربع (٣) بقج ضمنها قماش فاخر، ومن جملتها، فهد عجيب الخلقة، وصقورة، وبازات، وغير ذلك. فتضمّن كتابه أنّه ملك بغداد بعد موت أخيه.

وفيه قدم البريد، وأخبر بأنّ لأمير طغاى تمر القبلاوى، نائب الكرك. تنازع مع الأمير خاطر، شيخ العرب، بسبب أنّه كبس على عربان، كانوا نزلاءه (٤)، وقبض على جماعة منهم، فاتّسعت الفتنة بينهما، وآل الأمر إلى افتتانهما، فانكسر نائب الكرك، وقتل ممن كان معه جماعة، ثم إنّ لأمير خاطر خلّص أولئك (٥) العربان، الذين (٦) كان قبض عليهم نائب الكرك.


(١) واقفا: واقف.
(٢) أعد: عد.
(٣) أربع: أربعة.
(٤) نزلاءه: نزلاه، ويعنى: كانوا نزلاء عنده.
(٥) أولئك: ذلك.
(٦) الذين: الذى.