للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الدولة التركية، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه خلع على خير الدين العجمى، من صوفية خانقة شيخوا، وقرّره فى قضاء الحنفية بالقدس، ولم يعهد قبل ذلك بالقدس قاضى حنفى قبله؛ وخلع على موفّق الدين العجمى، من صوفية الخانقة الشيخونية أيضا، وقرّر فى قضاء الحنفية بغزّة، ولم يعهد قبل ذلك بغزّة قاضى حنفى قبله.

ومن الوقائع فيه، أن وقع بحث فى مسألة (١) فقهيّة، بين شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، وبين الشيخ بدر الدين محمد بن الصاحب، فآل الأمر بينهما فى الجدال إلى أن كفّر الشيخ سراج الدين البلقينى بدر الدين بن الصاحب، فطلبه إلى مجلس قاضى القضاة جمال الدين عبد الرحمن بن خير المالكى، وأقام رجلا يدّعى عليه بأمور ثبتت عليه.

فآل الأمر إلى عقد مجلس بينهما، فحضر فيه قضاة القضاة الأربعة، ومشايخ العلم، وأعيان الفقهاء، وذكر ما يدّعى به عليه، فلم يثبت عليه شئ بوجه شرعى، فحكم بعض القضاة بعدم كفر بدر الدين بن الصاحب، وبقائه على دين الإسلام.

وفيه ركب السلطان، ونزل من القلعة، وتوجّه إلى بولاق، ثم عدّى من هناك إلى برّ الجيزة، فأقام هناك إلى آخر النهار، ثم رجع إلى القلعة؛ وكان صحبته الأتابكى أيتمش البجاسى، والشيخ أكمل الدين الحنفى، شيخ الخانقاة الشيخونية.

وفيه خلع على القاضى بدر الدين محمد بن مزهر، واستقرّ فى كتابة السرّ بدمشق، عوضا عن فتح الدين محمد بن الشهيد.

وفيه قدم البريد وأخبر بأنّ الأمير يلبغا الناصرى، نائب حلب، خرج منها، وصحبته عساكر حلب، وقد بلغه أنّ الأمير ألطنبغا السلطانى، نائب الأبلستين، قد خرج عن الطاعة، وأظهر العصيان، واستولى على قلعة درندة، وقبض على جماعة من أمراء الأبلستين، فركب عليه العسكر الذى بالمدينة، وحاربوه، وقتلوا جماعة [من] (٢) رجاله.


(١) مسألة: مسئلة.
(٢) [من]: تنقص فى الأصل.