للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ريّسا حشما، ولى وزارة مصر ست مرّات، ورأى من العزّ والعظمة أمرا عظيما (١)؛ وفى أواخر عمره تضعضع حاله، وافتقر إلى الغاية.

وفيه قدم الشيخ ولىّ [الدين] (٢) عبد الرحمن بن خلدون المالكى، من الغرب، فأكرمه السلطان، وأحسن إليه.

وفيه أخلع السلطان على القاضى أوحد الدين عبد الواحد بن إسمعيل بن ياسين، واستقرّ به فى نظر خزانة الخاص، ووكالة بيت المال؛ وأخلع على الأمير بهادر المنجكى، وقرّر فى أستادارية ولده الأمير محمد، وأنعم عليه بإمرة طبلخاناة، فصار أستادار السلطان، وولده أمير محمد.

وفيه عزل السلطان القاضى بدر الدين محمد بن على بن يحيى بن فضل الله العمرى، من كتابة السرّ؛ واستقرّ بمباشر ديوانه القاضى أوحد الدين عبد الواحد بن إسمعيل ابن ياسين التركمانى الحنفى، فأخلع عليه، واستقرّ به كاتب السرّ بالديار المصرية، عوضا عن بدر الدين بن فضل الله.

وفيه خلع على جمال الدين محمود بن على، المعروف بأصفر عينه، وهو صاحب المدرسة المحمودية التى فى القربيّين، واستقرّ شاد الدواوين.

وفى شهر ذى القعدة، فيه تغيّر خاطر السلطان على الصاحب علم الدين عبد الوهاب الطنساوى، المعروف بسنّ إبرة، وضربه ضربا مبرحا، ورسم عليه؛ ثم استدعى بالأسعد أبى الفرج النصرانى، كاتب الحوائج خاناة، وأمره بأن يسلم غصبا، فلما أسلم أخلع عليه، وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، واستقرّ به ناظر الدولة، ومتحدّثا على الوزارة؛ ثم فى عاشره أخلع على الصاحب علم الدين سنّ إبرة، وأعاده إلى الوزارة.

وفيه خلع على الأمير منكلى بغا الطرخانى، وقرّره حاجبا رابعا؛ ثم أخلع على الأمير جلبان العلاى، واستقرّ به حاجبا خامسا، ولم يعهد قبل ذلك بخمسة حجّاب


(١) أمرا عظيما: أمر عظيم.
(٢) [الدين]: تنقص فى الأصل.