للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أنعم عليه بتقدمة ألف، ثم بقى أمير آخور كبير، ثم بقى أتابك العساكر، ومدبّر المملكة، فى دولة الملك المنصور على بن الأشرف شعبان، ثم بقى سلطان الديار المصرية بعد خلع الملك الصالح أمير حاج حاجى.

فلما تسلطن برقوق هنّته (١) الشعراء بقصائد سنيّة، منها قول الشهاب أحمد ابن العطّار:

ظهر يوم الأربعاء ابتدى … بالظاهر المعتزّ بالقاهر

والبشر قد عمّ وكل امرئ … منشرح الباطن بالظاهر

وقال القيم خلف الغبارى، من زجل:

أشرقت شمس دولة المسلمين … وزها نجم سعدها الزاهر

وصبح يوم العدل نورو ظهر … واختفا ليل الظلم بالظاهر

مصر صارت روضة بهذا الملك … زاهيا طيب عبيرها منشوق

وبالأحمر تفاحها فى البياض … قد تخضّب لسلطنة (٢) برقوق

ورأينا المشمش بلا زعفران … صار مخلّق بجملة المخلوق

حمل البان صناجقو الزاهرة … قابلتها شطفات من التامر

زعق الطير: شاويش، وغنّا الحمام … رقص الغصن والنسيم زامر

ورخّوا ما جرى سنة أربعة … وثمانين وسبعمائة عام

أنعم الله بعد الغلا بالرخا … إنّ لله على العباد أنعام

وفى تاسع عشر الصيام انتصب … ملك العصر الظاهر الأحكام

وفى عشرو الأخير سمعنا الخبر … بيه يا قلبى فى العاشر اتباشر

فما أبرك صباح هذا التاسع … وما أسعد مسا هذا العاشر

ذى المليك الظاهر بسيفو ورث … ملك يوسف وأصبح عزيز مصر

وإن يقولوا فى مصر كان الوليد … ابن مصعب لو اسم فى عصرو


(١) هنته، يعنى هنأته.
(٢) لسلطنة: لسلطت.